د. مريم فريدة حاضرت وتحاضر في ثلاث جامعات أسترالية:

«حزب الله» لا يعمل كليّاً للبنان وأرفض ربط المقاومة بالسياسة الداخلية

وصلت الأكاديمية اللبنانية – الأسترالية د.مريم فريدة الى استراليا سنة 2008 وكانت زارتها سنة 2005 لزيارة شقيقتها وشقيقها الذي كان يتابع دراسة الدكتوراه.

من مواليد بيروت، أنهت المرحلة الثانوية في ثانوية الروضة في منطقة فردان في بيروت، وحصلت على إجازة في العلوم السياسية من الجامعة الأميركية سنة 2000 ثم على ماجستير في العلاقات الدولية سنة 2003 من ذات الجامعة، وفي ذات الوقت كانت تعمل في مؤسسة «كن هادي» وفي مؤسسة تتعامل مع بلدية بيروت.

سنة 2008 هاجرت الى استراليا، ولدى وصولها أنهت الماجستير في جامعة نيو ساوث ويلز في العلوم السياسية والعلاقات الدولية سنة 2012. أنهت الدكتوراه في جامعة ماكواري في إختصاص الأمن والجريمة سنة 2019 وكان هذا البحث موضوع كتابها الذي ستوقعه في 6 أيار المقبل في جامعة سيدني بعنوان Religion and Hezbollah «الدين وحزب الله» سياسة وأيديولوجيا الحزب ، والكتاب بحث مطوّل يسلّط الضوء على دور الدين في استراتيجية الحزب السياسية وينظر بشكل خاص في توظيف المفاهيم الدينية كالجهاد والفتاوى والتكليف الشرعي ضمن أجندة الحزب السياسية.

تقول د. فريدة أنها قامت بتحليل خطابات السيد حسن نصرالله من سنة 2000 لـ 2013 ومقابلات تلفزيونية. حلّلت 105 خطابات وبحثت بشكل خاص في تكرار تعابير وكلمات معينة ووضعتها في اطارها السياسي محلياً واقليمياً ومط مرّة استعمل تعبير «شيعة علي» بعد أحداث 7 أيار سنة 2008».

في هذه الفترة كانت تدرّس في جامعة نيوساوث ويلز العلوم السياسية ، وفي جامعة سدني علّمت اللغة العربية لغير المتحدثين بها، ودرّست في جامعة ماكواري مفهوم الإرهاب ومكافحته.

نشرت مريم فريدة عدة مواضيع في مجلات علمية استرالية متخصّصة. وهي حاليا تُدرِّس بدوام كامل في جامعة نيو ساوث ويلز كما تعمل في قسم مكافحة الإرهاب مع الحكومة الاسترالية.

تقول مريم: «عندما كنت أتابع الماجستير في الجامعة الأميركية في بيروت، كان المشرف على بحثي الدكتور باسل صلوخ نجل وزير الخارجية الأسبق فوزي صلوخ. وكان البحث عن تعبئة وتدريب «حزب الله،» فأشاد صلّوخ بالعمل وشجعني كي أتوسع فيه لأن الذين يخوضون في هذا الموضوع قليلون. وكنتُ انطلقتُ أساساً في هذا النوع من البحث بعدما لفت نظري تنظيم «حزب الله» اللافت وصولاً الى التحرير سنة 2000 وهو ظاهرة تستدعي التوقف عندها. علماً أن دراستي هي لا سلبية ولا إيجابية، فتوظيف المفاهيم الدينية لخدمة الأجندة السياسية ليس حكراً على حزب الله، هناك جماعات دينية أخرى اتبعت نهجاً مشابهاً»

وعن رأيها بعلاقة الحزب بالدولة اللبنانية تقول: «إن الحزب لا يعمل كليا للبنان، بل للمصالح التي يرى انها تفيده، فبعد سنتي 2000 و2006 أصبح الحزب قوة لها وزنها، من هنا أراد ان يكمل الأمور كما يريدها، فهو لديه أخطاء مثل غيره، ولديه سوء رؤية وتحالفات خاطئة، وأنا أرفض ربط المقاومة بالسياسة الداخلية اللبنانية، لأن رسالة المقاومة يجب ان تنفصل عن التحالفات السياسية وخاصة في لبنان حيث السياسة الداخلية غير صحّية. ووضع الحزب اليوم بات غير مريح وكلما ساء الوضع في لبنان كلما ساء وضع الحزب».

وتعزو مريم تفرّد الحزب في اتخاذ القرارات إلى غياب الدولة «لأن الدولة كانت غير موجودة ولأن لدى الحزب قدرات مالية وشعبية وهو قام بما قام به بغضّ نظر واضح من الدولة اللبنانية الني كانت سلطمها هشة وغير قادرة على تقديم الخدمات لكل الشعب اللبناني بينما حزب الله كان لديه من الدعم ما يكفي لتقديم خدمات للشيعة في جنوب البلاد وبعلبك وبيروت. الحزب أصبح له نفوذ داخل الدولة.»

– هل تفكرين في الإنخراط في الأحزاب الأسترالية؟

أطمح ان اعمل في السلك الديبلوماسي الخارجي ولدي كل المؤهّلات لذلك، أما عن الدخول في الأحزاب، فلم أقرر بعد ، ولدى دراسة كل حزب على حدة قد أنضم الى السياسة.

– كيف ترين وضع العرب في استراليا؟

العرب في استراليا يمارسون التمييز بحق بعضهم ويمارسون التقوقع إزاء المجتمع الاسترالي والمجتمعات الأخرى، وليس لديهم سياسة وعي وإدراك وخاصة تجاه مشاكل الشرق الأوسط.

– هل شعرتِ يوماً بأي تمييز من خلال عملك؟

أنا أعرف ان الاستراليين عادةً يميزون ضد كل ما هو غير استرالي، أما بالنسبة لي ومن خلال تجربتي الخاصة، لم ألمس أي تمييز.