مفتيان في أستراليا: “مش وقتها”؟!.

أنطوان القزي

هل هي صدفة، أم هو توقيت متعمّد أن يستقبل مسلمو أستراليا الشهر الفضيل بمفتيين اثنين.

كثيرون لا يعرفون الفرق ولا يميّزون بين الإتحاد الأسترالي للمجالس الإسلامية AFIC وبين مجلس الأئمة الفيدرالي ANIC .

ابتداء من هذا الأسبوع لم يعد السؤال عن حدود صلاحية كل من المجلسين: بل ما هي حدود الإشتباك بينهما!.

الأول AFIC ، وبإعلان مفاجئ، أعلن عن انتخابه مفتياً  جديداً  هو عبد القدوس الأزهري رغم عدم شغور المنصب الذي يشغله د. ابراهيم أبو محمد منذ عام 2011. والمنتخب من مجلس الأئمة الفدرالية ANIC.

وإذ عدنا إلى الوراء، نجد أن مجلس الأئمة استأنف عملية انتخاب المفتي في 2011 بعد أن كانت هذه المهمة من صلاحية AFIC التي عيّنت أول مفتي في هذا المنصب في عام 1989 وكان وقتها الشيخ تاج الدين الهلالي الذي كان اسمه يتردد كثيراً في الإعلام الأسترالي بسبب بعض المواقف والتصريحات المثيرة للجدل.

وقررت AFIC إلغاء منصب المفتي في عام 2007 وسط مخاوف من  هذا الدور في عام 2007 وسط مخاوف داخل الجالية المسلمة من أن يعلق الأئمة والشيوخ في دوامة “الضجة الإعلامية”.

ظل المنصب شاغراً إلى أن قرر مجلس الأئمة الفدرالية الاضطلاع بهذه المهمة حيث بادر إلى تعيين الدكتور ابراهيم أبو محمد كمفتي عام لأستراليا ونيوزلندا.

نكتفي بما قاله  عضو الهيئة الشرعية في AFIC الشيخ رياض الرفاعي في حديث لأس بي أس عربي24 “ان الاتحاد كان يأمل بأن يجد صيغة توافقية “تحقق مصلحة المسلمين” وأشار إلى أنه تم تخصيص وقت كافِ للانتهاء من المشاورات مع مجلس الأئمة والوصول إلى تفاهم معين ولكن وصل كلا الطرفين إلى نهاية مسدودة.

وما قاله  الشيخ علاء الزقم :”إن مجلس الأئمة لا يخالف الدستور ونحن متمسكون بالدكتور أبو محمد ونتشرف به على رأس الجالية الإسلامية”.

… وأضمّ صوتي الى كثيرين في الجالية ساءهم هذا الخلاف لأن المسلمين اليوم بحاجة أكثر الى أن يتوحّدوا خاصة في ظلّ ما نشرته الوكالات والصحف العالمية منذ يومين عن تخوّف مسلمي أستراليا من هجمات عنصرية تتعرّض لها المساجد في الشهر الفضيل!. وهل بالإنقسام نواجه التهديدات؟!.

ختاماً، هل يجب أن يصوم مسلمو أستراليا على وقع الخلاف بين ال ِAFICوالمفتي عبد القدوس الأزهري (هندي الأصل) وال ANIC والمفتي د. إبراهيم أبو محمد( مصري الأصل)؟!.

وإذا كان لا يحق لنا تحميل المسؤولية لأي طرف، يحق لنا أن نقول:” مش وقتها”؟!.