أبطال خدمة الطوارئ الحكومية (SES)
أنطوان القزي
في كل ولاية أو مقاطعة أسترالية توجد خدمة طوارئء الولاية أو خدمة الطوارئ الحكومية ..(SES) هو الاسم الذي يستخدمه عدد من المنظمات في أستراليا التي تقدم المساعدة أثناء وبعد الحوادث الكبرى.
ما تسببه الفيضانات اليوم في أستراليا من مآسٍ يدفعنا الى الإلتفات نحو متطوعي ال”أس إي أس”
، وهناك 43000 متطوع منتشرين في جميع أنحاء البلاد. يتم تقسيم كل ولاية أو إقليم إلى مناطق ، ثم وحدات ، وأخيراً مجموعات أو فرق.
ووفقا لمكتب الإحصاءات الأسترالي، هناك أكثر من خمسة ملايين أسترالي يشارك في أنشطة وبرامج تطوعية، ووفقا لجامعة فليندرز هؤلاء المتطوعين يساهمون بنحو 290 مليار دولار لصالح الاقتصاد الاسترالي والاعمال الخيرية والاجتماعية .
يتمّ تصنيف أستراليا على أنها الأولى في العالم في عدد المتطوعين قياساً على عدد سكانها. وقد يمتد التطوّع الأسنرالي الى خارج الحدود، كما حصل عندما توجّه المتطوعون الأستراليون الى تيمور الشرقية بعد استقلالهلا في 29 أيار مايو سنة2002 للمساعدة في كل انواع البنى التحتية.
ولعل المشهد الأكثر تعبيراً هو الذي رأيناه في أستراليا غداة التسونامي الشهير في أندونيسيا في 26 كانون الأول ديسمبر سنة 2004 حين نزل الشعب الأسترالي كتلة واحدة الى الشوارع يجمع المساعدات المالية او يرسل المساعدات العينية لتحلّ أستراليا يومها في المرتبة الأولى في العالم في تضميد الجراح الأندونيسية.
أما على مستوى الجالية، فهناك ما يدفعنا الى الإفتخار إذ نجد بصمات الجالية الخيرية واضحة في مواسم اندلاع الحرائق أو حصول فيضانات أو في مواسم الجفاف.
ولا يغيب عن بالنا ما قامت به الجمعية الاسلامية اللبنانية ومسجد الرحمان في سدني، كذلك ما تقوم به الكنيستان المارونية والأورثوذكسية من إعداد وجبات عذائية و إطعام الفقراء في سدني وتخصيص أيام معيّنة لهم في كل منطقة.
وعلى وجه التحديد ، تتعامل الخدمة مع الفيضانات والعواصف وأمواج تسونامي ، ولكن يمكنها أيضًا المساعدة في حالات الطوارئ الأخرى ، مثل الإنقاذ العمودي وإنقاذ حوادث الطرق وعمليات البحث عن الأشخاص المفقودين وعمليات الإجلاء الطبي. في سيناريوهات أخرى ، قد توفر SES دورًا داعمًا للوكالات الأخرى ، وخاصة الشرطة والإطفاء. يعمل SES على مدار 24 ساعة في اليوم. يتم تشكيل SES كمنظمات منفصلة تعمل في مختلف الولايات والأقاليم الأسترالية. تقوم ثمانية من مؤسسات SES بالتنسيق من خلال المجلس الأسترالي لخدمات الطوارئ في الولايات والأقاليم (ACSES).
في الختام ، ونحن نشدّ على أيدي المتطوّغين في الظروف الراهنة، نحث أيناء جاليتنا إكمال ما بدأوه في المساعدان العينية والمادية إنطلاقاً من حسّهم الأنساني والوطني المعهود.