يوم المرأة العالمي: “عنوان مستحق؟!
أنطوان القزي
قبل جائحة “كورونا” كانت المرأة ترسم ملامح التغيير نحو الأفضل وبخطوات ثابتة وسريعة. ومع الجائحة سطّرت المرأة عناوين مشرقة في الخطوط الأولى في مواجهة الوباء المستجد.
وعن طريق مقارنة الإدارة الصحية في 193 دولة، أفادت الدراسة أن 19 دولة تقودها النساء حققت نتائج أفضل نسبيا فيما يتعلق بأعداد الإصابات والوفيات المرتبطة بفيروس كورونا، مقارنة بالدول التي يقودها الرجال..
ويمكن إيعاز هذه النتائج المذهلة إلى “فرق القيادة” لدى القيادات النسائية، على غرار المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن، ورئيسة تايوان تساي إنغ ون، ورئيسة وزراء فنلندا سانا مارين. وغيرهن كثيرات تبوّأن مناصب قيادية في إدارة الأزمات الصحية في بلدانهن.
والى الحقل السياسي، فقد أصبحت كامالا هاريس ( الصورة)، عضوة مجلس الشيوخ والمدعية العامة في ولاية كاليفورنيا، أول امرأة تشغل منصب نائبة رئيس الولايات المتحدة بداية من يناير/كانون الثاني 2021 الماضي.
وبذلك، تجسد هاريس وبشكل مثالي الجيل الجديد من القادة النساء، اللواتي يدرن زمام الأمور بشكل مختلف عن الرجال، الأمر الذي بدا جليا خلال أزمة كوفيد-19.
وتعتبر هاريس أول امرأة تشغل هذا المنصب في أعتى ديمقراطية في العالم، حيث تعد أميركية أفريقية من أصل جامايكي وهندي. وبذلك، تدخل هاريس التاريخ باعثة بشعلات الأمل، لا سيما أنها تجسد الجيل الجديد من القادة النساء، اللاتي يحكمن بشكل مختلف.
وهذا العام، سلّطت قائمة 100 امرأة الضوء على اللواتي قدن التغيير وأحدثن فرقا خلال هذا الوقت المضطرب الذي نعيشه.
وتشمل القائمة سانا مارين، التي تقود الحكومة الائتلافية الفنلندية؛ وجين فوندا، الممثلة والناشطة في مجال المناخ؛ وسارة غلبرت، التي تدير أبحاث أكسفورد للتوصل إلى لقاح يحمي من فيروس كورونا.
ومن بين الأسماء أيضا كاتبة وثقت الحياة في مدينة ووهان أثناء الإغلاق، ومغنية وكاتبة أغان تتحدث عن العنف ضد المرأة.
وفي هذا العام الاستثنائي، قدم عدد لا يحصى من النساء حول العالم تضحيات جمّة لمساعدة الآخرين، لذا تُرك اسم واحد في قائمة 100 امرأة فارغا كتقدير لكل البطلات المجهولات.
في يوم المرأة العالمي ، يضيق المكان بتجليات المرأة الإبداعية من نانسي بلوسي التي أدخلت عصراً سياسياً جديداُ في الكونعرس الأميركي إلى جاسيندا أديرن في نيوزيلندا التي كتبت فصلاً إنسانياً جديداً حاز على تقدير وإعجاب العالم، إلى أوبرا وينفري التي تبرّعت بمبالغ خيالية لمساعدة متضرّري الكورونا في أميركا وقبلها لبناء مدارس لفقراء أفريقيا.. واللائحة تطول.
فيوم المرأة العالمي ليس منّة من أحد بل هو عنوان مستحق انتزعته بعظيم إنجازاتها وريادتها!.