“أحلاهما مرّ”؟!

أنطوان القزي

كل أربع سنوات ومع كل انتخابات رئاسية اميركية، تزداد الحماوة الإنتخابية في الأشرفية والبسطة وساحة التل في طرابلس، كذلك في لاكمبا وفي هاريس بارك وفي أرنكليف في سدني، وإذا لم يتكرّر هذا المشهد لا نكون لبنانيين، والأمر يسري على الأشقاء العرب.. لأنغرامنا وهوانا وعشقنا هو العصبية الإنتخابية، خاصة إذا كان هناك فريق أو إسم نفضّله على سواه.

أما في حالة ترامب – بايدن فيصعب الإختيار لدى كثيرين، لأن لدى كل واحد منهما ما يثير الخوف والتوجّس: الأول هو قيامه بمسح العرب عن الخارطة العالمية حيث جعلهم يبلعون الموسى وهم يضحكون الى حد ضاقت شواطىء نهاريا بسيارات الكاديلاك الخليجية الرباعية الدفع بعد خلطة سحرية قام بها الصهر جارد كوشنير مع حرّاس الآبار فوق رمال الصحراء.

أما جون بايدن ، فلا ناقة له في السياسة الخارجية وكأن حدود معرفته محصورة بين آلاسكا شمالاً وفلوريدا جنوباً. هذا عدا ميوله الإجتماعية اليساريه التي تشبه طروحات “الخضر”.

واللافت أن العرب يفاضلون دائماً بين جمهوري و ديموقراطي، وإذا عادوا الى عهود كل الرؤساء الاميركيين من الحزبَين يكتشفون أن أحلاهما مرّ، إذ لم يكن العرب يوماً ملحوظين في ميزان العدالة الأميركية، أما في السياسة الخارجية فهم دائماً بمثابة الطريدة السهلة.

فعندما فاز أوباما الديموقراطي مثلاً أفرغ العرب رصاص أمشاطهم، وفي عهدَيه فرغت الضفة من بعض سكانها لصالح امتداد المستوطنات؟!. وعندما فاز ترامب الجمهوري نقل سفارته الى القدس.

نحبّ خوض الإنتخابات من بعيد لأن القصة لدينا “مزاج” رغم أنهم  خربطوا مزاج الشرق الأوسط ولم يمنحوه الهدوء بعد؟!.

سواء فاز الحمير “الديوقراطيون” أو الأفيال “الجمهوريون”، فإننا سنبقى الكورس الجاهز دائماً للتصفيق من الخلف و المايسترو لا يرانا.

كثيرون سوف ينزعجون من هذا الكلام  لأنهم مغرمون بالأميركان على العميانة أم نحن فنعرفهم من باب “إقرأ تفرح جرّب تحزن”.