بقلم / هاني الترك OAM
اندلعت المظاهرات المناهضة للعنصرية في معظم بلاد العالم.. بعد ان انطلقت شرارتها من الولايات المتحدة.. وفي استراليا عمّت الاحتجاجات المناهضة للعنصرية المدن مدافعة عن الابوريجينيين ومعاملة الشرطة القاسية نحوهم.. تتقدمها الشعارات المرفوعة: «حياة السود هامة»
وما يحدث في الولايات المتحدة ضد العنصرية في حق السود لا يختلف كثيراً عن استراليا ضد الابوريجينيين.. والفرق ان استراليا إستوطنت عام 1788 في الثمانينات من القرن الثامن عشر.. والولايات المتحدة في القرن السابع عشر.
فقد أُقتيد الزنوج من افريقيا ليصبحوا عبيداً في الولايات المتحدة في حين ان البريطانيين استوطنوا استراليا وفيها الابوريجينيون.. واول حاكم لنيو ساوث ويلز آرثر فيليب قد حاول إرضاء الابوريجينيين وتفهم ثقافتهم وليس محاربتهم او القضاء على ثقافتهم.. فقد اصدر اوامره بخطف وإبقاء الشاب الابوريجيني بينيلونغ ليصبح سفيراً للابوريجينيين. وقد اصدرت بريطانيا قراراً بإلغاء العبودية.. ولكن الاضطهاد لم يتوقف ضد الابوريجينيين.
فبعد ان كان الابوريجينيون يمثلون 100% من سكان استراليا وقت إستيطانها.. فقد اصبح عددهم الآن 3.3% من تعداد السكان.
فان الاميريكيين السود كانوا مجرد عبيد خاضعين للتجارة البشرية.. والتاريخ الاسترالي يعيش بالاعمال البربرية ضد الابوريجينيين.. فقد ذبح المستوطنون الابوريجيين من نساء ورجال واطفال ولم يوقع العقاب في الفاعلين في المذابح.
على سبيل المثال ذكرت المؤلفة الاسترالية جيني غان عام 1902: «لسنا أبداً أبداً».. والتي كانت تعيش في مزرعة في نيو ساوث ويلز.. وصفت كيف ان العاملين في المزرعة كانوا يصطادون (الزنوج) انتقاماً من اقامة الابوريجينيين في منطقة خاضعة للمستوطنين. وظلت العنصرية ضد الابوريجينيين حتى يومنا هذا.
ومنذ عام 1991 حينما صدرت نتائج التخطيط الملكي للتحقيق في شؤون الابوريجينيين.. حيث توفي في السجون الاسترالية 442 ابوريجينياً.
وفي عامنا الحالي 2020 طرح شرطي استرالي صبياً ابوريجينياً على الارض وركله من قدميه ولم يخضع الشرطي للقانون.
وفي الولايات المتحدة بينما كان رجل اسود يسير في الشارع ليلاً، أُغلقت ابواب السيارات تخوفاً من سطوة الرجل الاسود.. وكان هذا الرجل هو باراك أوباما الذي اصبح رئيساً للولايات المتحدة.
فان لون البشرة لا يزال يشكل صعوبة شديدة في حياة السود.. سواء في الولايات المتحدة او في استراليا.