مثل الآلاف من اللبنانيين من مختلف المناطق والطوائف ، وصلت الى استراليا عن طريق قبرص، بعد ان رفضت حمل السلاح والقتال في حرب مدمرة، لم اكن مقتنعاً بها.
القناعة الثابتة لديّ كانت ان ما يجرى على ارض الوطن هو مؤامرة كبرى، خطط لها الخارج، وتبناها معظم القادة في لبنان وساهم العرب بتنفيذها. وباعتقادي ان هذه المؤامرة لا تزال مستمرة، وان تجار الهيكل ما زالوا هم، وان تبدلت الاقنعة ورباطات العنق او تغيرات العمائم.
ما جرى ويجرى في لبنان ليس موضوع بحثي اليوم، لأن ما ارغب به وتسليط الأضواء عليه هو التبدلات الاجتماعية داخل الجالية اللبنانية على مدى اربعين عاماً، اي منذ وصولي الى سدني في اواخر عام 1977 حتى اليوم.
- الانقسامات الداخلية
يلزم اي مغترب يصل الى سدني بضعة اشهر ليتمكن من تحديد تموضعه في جغرافية المدينة، كما يلزمه المزيد من الوقت ليبدأ عملية التكيّف مع المحيط الجديد والقوانين الجديدة ونمط الحياة في الوطن الجديد. وغالباً ما يختار الانسان المهاجر ما يتلاءم مع شخصيته. فمكان الاقامة له رمزية، واختيار الاصدقاء الجدد قد ينحصر اولاً بالاقارب وابناء البلدة او المنطقة. ومع من يمتلكون نفس التوجهات الدينية والعقائدية. انها مجرد تدابير اولية وقائية في مجتمع جديد، يتخذها الانسان كعامل حماية ذاتية في بيئة غريبة.
وصلت لاستراليا، وانا احمل شهادتين جامعيتين في علم النفس والعلوم الاجتماعية، في زمن كانت تقتصر فيه الهجرة اللبنانية على اليد العاملة، رغم ان هذا الواقع تبدل جذرياً خلال مرحلة الحرب اللبنانية.
العامل الآخر، هو ان اخي جان مع ميشال وسيمون كانوا يصدرون اول صحيفة عربية في استراليا، «صوت المغترب». وهذا سمح لي، ليس فقط فرصة الكتابة على صفحاتها، بل منحني فرصة لا تعرف الى الجالية اللبنانية من خلالها، ان كان عن طريق التعرف المباشرة الى اللبنانيين الذين يئمون مكاتبها، او من خلال متابعة اخبار الجالية والتواصل معهم عن طريقها.
- جالية مقسمة:
ولا انكر انني صدمت لحجم الانقسامات داخل الجالية اللبنانية آنذاك: انقسامات بين الطوائف والمذاهب. انقسامات بين المناطق، وحتى داخل القرى والعائلات الواحدة.
ويصعب ان ننكر ان الحرب اللبنانية لعبت دوراً هاماً في هذه الانقسامات، خاصة بسبب التحولات والتحالفات بين مختلف الفئات المتخاصمة على مدى سنوات.
في السنوات الاولى كان النزاع شبه طائفي، تم تحوّل الى نزاعات داخل الطوائف. ولا ينكر احد ان الحكم السوري استفاد من الخلافات الداخلية على السلطة لترجيح كفة البعض، وتحجيم احجام آخرين.
ورافق التبدلات الميدانية تغيير في العلاقات بين اللبنانيين في استراليا. فكانت تتقارب عندما تتحد صفوف الزعامات في لبنان، وتتنافر عند خصامهم.
- تعدّد الصحف والجمعيات
انقسم اللبنانيون في استراليا فيما بينهم على خلفية الميول الحزبية والانتماءات الدينية والمذهبية. وظهرت في سنوات الحرب الاولى، وبفعل الرغبة في حماية الذات ومساعدة الاهل في الوطن، في ظل غياب وتعطيل دور الدولة ومؤسساتها، وفي ظل الازمات المعيشية وعمليات التهجير القسرية، ما يزيد على 360 جمعية لبنانية، ذات طابع قروي، الى جانب الجامعة اللبنانية المنقسمة على ذاتها والجمعيات الحزبية والدينية.
وارغمت السلطات الدينية على التكيّف مع هذا الواقع التقسيمي، مما جعل دورها اكثر صعوبة وتعقيد، لأن محاباة فريق قد يبعد الآخر، والتقرّب من فئة دون اخرى يعتبر تحيّذاً ودعم سياسة ما على حساب التكتلات الاخرى.
- مئة مجلة وجريدة عربية
بعكس الجاليات الاثنية الاخرى والكبيرة بتعدادها ونفوذها، كان للجالية اللبنانية بنوع خاص والعربية والاسلامية بشكل عام ما يقارب المئة صحيفة ومجلة، صدر بعضها، مثل صوت المغترب والتلغراف والشرق الاوسط والصدى والهدف والوطن والتايم.. قبل اندلاع الحرب اللبنانية، ليظهر لاحقاً العشرات من الصحف والمجلات، تعكس بمجملها الواقع الانقسامي وتضارب الميول السياسية والدينية.
وكان اهمها: الاخبار ، النهار، البيرق والحياة والشرق، وصدى العروبة، صدى لبنان، صوت الاحرار، صوت لبنان ، طريق الجالية، العالم العربي، الفرقان، النضال، المستقبل، الوفاق، الاشعاع الماروني والوكالة وغيرها.. كما نشرت بعض المجلات باللغة الانكليزية مثل Ethnic News و Focus و Friday Morning وغيرها.
- انعكاسات الحرب على الجالية
لا يمكن لأحد ان يتجاهل انعكاسات الحرب اللبنانية على ابناء الجالية اللبنانية في استراليا، انطلاقاً من متابعة اخبار المعارك بشكل دائم، مروراً بمساعدة الاحزاب والتنظيمات المسلحة التي يؤيدونها، وصولاً الى حالة الانقسام الداخلي، ومساعي البعض للاستفادة من هذا الواقع لفرض زعاماتهم وجني الثروات والسلطة بشتى الوسائل.
فظهرت مجموعات داخل كل تكتل تحاول تحقيق مكاسب سياسية ومعنوية باسم المجموعة التي إدَّعو تمثيلها. واللافت ان معظم هؤلاء ينتمون في آخر المطاف الى نفس الجمعيات السرية. فحاولوا ليس فقط الاستفادة من الحالة السائدة، بل منعوا مساعي التقارب بين اللبنانيين، وحاربوا كل من اجتهد لتحسين العلاقات فيما بينهم.
واستفاد هؤلاء من النفرة الاعلامية العربية للترويج لانفسهم ولا طلاق حملة من الاشاعات والاضاليل ضد اخصامهم. ولم يستثن رجال الدين من انتقاداتهم وخصوماتهم، في حال لم تتجاوب مع متطلباتهم وطموحاتهم. وهناك امثلة عديدة على ذلك، لا حاجة لذكرها الآن.
لكن يمكن القول بإيجاز ان نسبة عالية من اوقات اللبنانيين واموالهم وجهودهم كان للحرب اللبنانية النصيب الأكبر فيها.
كثيرون انفقوا اموالهم لانقاذ الوطن، حسب رؤيتهم وانتماءاتهم، وآخرون استفادوا من هذه الحالة لتحقيق الثروات والزعامات، بعد ان تحولت الصحف ابواقاً تروج لهم، باسم الدفاع عن هذا الفريق او ذاك.
- البطالة والإثراء السريع
مع وصول الآلاف من اللبنانيين الى استراليا، خاصة من غادروا لبنان بفعل التهجير والنزوح ولاسباب معيشية او انسانية، دخل استراليا مجموعات كبيرة لم تكن مهيأة للإندماج في المجتمع الجديد. مجموعات جاءت من بيئة مقاتلة ومناطق شهدت نزاعات وصراعات، وهي تمتلك القليل من الثقافة والمهارات العملية والرفض المسبق للإندماج في المجتمع الجديد والعمل المشروع والمفيد فيه.
وادت هذه العوامل مجتمعة الى ارتفاع نسبة العاطلين عن العمل في صفوف الجالية اللبنانية، خاصة في بعض المناطق (كانتربري، بانكستاون، اوبرن وغيرها) وبلغت حوالي 30٪ منهم، معظمهم من فئات الشباب او العائلات الكبيرة التي كانت تتقاضى تعويضات بطالة تزيد على ما يتقاضاه العامل اسبوعياً. ففضل هؤلاء الاستفادة من النظام عوض العمل المشروع، وان «تأكل خبزك بعرق جبينك».
كذلك استفاد البعض من تعويضات اصابات العمل. فشاعت حوادث الاصابة بين اللبنانيين. وشجعت مجموعات متفاهمة مع بعض المحامين عمليات الادعاء بالاصابة.
كذلك استفاد البعض من حالة الحرب ووفرة المخدرات في لبنان لفتح قنوات للإثراء السريع عبر التهريب.
- الوجه المشرق للجالية اللبنانية
ليس كل ما يذكر عن الجالية اللبنانية هو رديء وعاطل. فالجالية اللبنانية كانت، حتى اطلاق موجة «التعريب»، من افضل الجاليات الاثنية في استراليا مما دفع رئيس الوزراء الاسبق روبرت مانزيس لدعوة الآخرين بالتشبه بأبنائها.
فاللبناني هو سريع التكيّف بطبعه، مغامر ومقدام وطموح، على المستوى الفردي والعائلي. لذا نجح اللبنانيون في مجالات وقطاعات كثيرة. في التجارة والصناعة الصغيرة، وفي مجالات البناء و تطوير العقارات. كما شجع الجيل الاول ابناءه على التعلم والترقي والاندماج في المجتمع، على لعب دور فعال فيه. ولا يكاد اي قطاع اداري متخصص يخلو من وجود شخصيات لبنانية فاعلة فيه، من شركات خاصة وعامة، مالية او ادارية، في الطب والقانون والتعليم الجامعي والاتصالات الالكترونية والاستشارات السياسية.
كما استفاد العديد منهم من اتقانهم لأكثر من لغة ولوجودهم الفاعل داخل المجتمع الى مدّ الجسور مع العالم العربي بشكل عام ودول الخليج بنوع خاص، بعد ان ادرك استراليا اهمية هذه الدول بالنسبة لصادراتها الغذائية والصناعية وتنفيذ المشاريع الانمائية. وكان للبنانيين دور بارز في هذه المجالات.
- اين نحن بعد 40 عاماً؟
لا يمكن فهم التبدلات الاجتماعية التي طالت الجالية اللبنانية بمعزل عن التغيرات العديدة التي اثرت في المجتمع الاسترالي بكامله، خاصة في السنوات العشرين الأخيرة، بعد سن القوانين التي تحمي الاطفال وتحفظ حرية وسلامة النساء، كما عدلت قوانين تتعلق بالبطالة وتعويضات الاصابة خلال العمل. فالمجتمع الاسترالي بشكل عام لم يعد ذاك المجتمع المعزول جغرافياً في اسفل الكرة الارضية، مع شيوع الانترنيت وشبكات التواصل الاجتماعي ودخول كل عناصر التنوير والمعرفة منازل المواطنين وغرف نومهم.
سهولة التواصل الاجتماعي ابعدت الناس عن بعضهم البعض من ناحية، وقربت التواصل مع الوطن من ناحية اخرى. زادت سبل المعرفة، لكنها بالمقابل خفضت مستويات العلاقات الاجتماعية، حتى داخل العائلة الواحدة، زادت من حجم اللمعلومات الفردية، لكنها زادت من حجم الاعتماد على المعلومات المعلبة. لذا لا يستبعد ان يصبح لدينا اجيالاً جديدة تجيد استخدام الانترنيت، لكنها تفتقر الى عمق الثقافة والاعتماد على القدرات الذكائية والقبول بما يقدم لهم من معلومات جاهزة على انها الحقيقة المطلقة. هذه الحقائق هي عابرة للاثنيات وللمجتمعات واصبحت ظاهرة اجتماعية مشتركة.
- الحفاظ على الهوية
لا ينكر احد ان المؤسسات الدينية من دور عبادة ومدارس وجمعيات قد لعبت دوراً هاماً في الحفاظ على الهوية اللبنانية. فاللغة والدين والعادات ووسائل الاعلام العربية من صحف واذاعات، بالاضافة الى النظام الثقافي التعددي وما نتج عنه من دعم مالي و معنوي هي من الأمور الهامة التي ساعدت اللبنانيين للحفاظ على هويتهم وتمايزهم الثقافي. لكن الحكمة تكمن في المناغمة والتوازن بين الحفاظ على الهوية دون الانسلاخ عن المجتمع الاسترالي، كون استراليا هي الوطن الثاني لنا. وقد فتحت ابوابها للجميع ومنحت من ارادوا وعملوا، على تحسين اوضاعهم الاجتماعية والتدرج صعوداً في السلم الاجتماعي. وهذا ما يفسر وصول العديد من اللبنانيين الى مراكز قيادية، ان في المجالات العملية او على الصعيد السياسي.
فاستراليا ، بلد الفرص والمساواة، منحت الكفوء فرصاً وآفاقاً لتحقيق ما هو شبه مستحيل تحقيقه في الوطن ام.
وهذا يقودنا مرة اخرى للحديث عن علاقة اللبنانيين بلبنان. لا يشك احد ان لبنانيي الاغتراب يشكل عام يعانون من انفصام بالشخصية، بالنسبة لعلاقتهم بلبنان. لأن صورة لبنان الجمال والوطن الذي يحنون اليه، الوطن الذي يحبونه بقلوبهم، ويكرهون سوء ادارته والطبقة السياسية التي اوصلته الى الحالة الرديئة التي يعيشها اليوم. فالعاطفة تتناقض مع العقل والمنطق، والفساد يتعارض مع الشفافية والمحاسبة في ظل النظام الذي يعيشون فيه، وعمل رجالات السياسة في لبنان تتعارض بالمطلق مع صورة السياسي المسؤول في استراليا والذي يمكن لأي مواطن ان يسائله ويحاسبه.
امور عديدة نعيشها في استراليا تتناقض مع حالة اليأس وفقدان الأمل باصلاح الاوضاع في لبنان . فالعقل والقلب، نادراً ما يتفقان، وهما لا يتوافقان حيال لبنان الذي نحب ونريد ونرغب ان نموت على ارضه، والواقع المأساوي الذي يعيشه اللبنانيون اليوم في الوطن الأم.
- إلى اين بعد اليوم؟
وسائل الاعلام التي ظهرت قبل ومع بداية الحرب اللبنانية اختفت، ما عدا جريدة التلغراف والمستقبل والنهار ومجلة النجوم، وهذه بدورها تواجه صعوبات حول مستقبلها، في وجه التطورات التكنولوجية وتقلص اللغة العربية، رغم تدريسها في المدارس العربية العديدة. فاللغة الانكليزية تصبح يوماً بعد يوم لغة اممية يتحدثها كل الناس حول العالم، رغم ربط اللغة العربية بالإنتماءات الدينية وممارساتها اليومية.
لذا تميل وسائل الاعلام العربية الى اعتماد الصفحات الالكترونية ونقل اخبارها بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي، كمخرج بديل للتبدلات الاجتماعية الناتجة عن عوامل التحديث.
التفكك الاجتماعي الذي يطال العائلات ويؤثر سلباً على التباعد في العلاقات الاجتماعية والتخلي عن الالتزامات الدينية، زاد من نسبة الطلاق داخل الجالية اللبنانية، وعمق الهوة بين الاجيال وحجم التباعد في العلاقات الاجتماعية.
ومع انكفاء المشاعر العائلية نمت مشاعر التمسك الديني من ناحية والميل الى عدم التماهي او الالتزام بالتيارات السياسية، حالة من التناقض الوجودي يتمحور في التشدّد الديني، خاصة لدى المسلمين اللبنانيين، اذ يشعر بعضهم ان الاسلام والمسلمين يتعرضون لموجة من مشاعر العداء، بحجة مكافحة الارهاب، وان بعض القوانين تسن للانتقام منهم والحد من حرياتهم. فجاءت ردود الفعل بالمزيد من التحجيب للنساء والفتيات والالتزام اكثر بالمظاهر الدينية من ملبس ومظهر خارجي وطعام حلال ، حتى ولو بالشكل.
بالمقابل، بلغت الجالية حداً من الوعي والتفاهم بين القادة الروحيين، حول القضايا المصيرية المشتركة، كزواج المثليين وضمان الحريات الدينية والاجهاض وغيرها من التشريعات الوجودية التي تؤثر، على المدى البعيد، على التراث الديني لدى اللبنانيين، وبالتالي على هويتهم القومية، ووحدة العاذلة اللبنانية وديمومتها، رغم ان الدين الاسلامي هو عابر للبلدان والاعراق، و«المسلم هو اخ المسلم» مهما اختلفت انتماءاته القومية. لكن لا يزال المسلم اللبناني يحتفظ بفرادة ايمانه، كون النظام اللبناي يكرس مفهوم «العيش» مع الآخرين وقبولهم في اختلافاتهم وتاريخ الجالية هو اكبر شاهد على المشاركة والتقارب والتعاون بين اللبنانيين، على مختلف مشاربهم وعقائدهم الايمانية.
الأمر اللافت والآخر يتعلق بصورة لبنان الحالي في الذهن الجماعي للبنانيين في استراليا. فاستمرار الطبقة الحاكمة (في لبنان) بتشويه صورة الدولة وبتعميم ثقافة الفساد وعدم اظهار الرغبة الحقيقية باصلاح الاوضاع واعادة بناء الوطن الخالي من الامارات والمحميات والدويلات، دفع العديد من اللبنانيينن، اما الى اعتبار استراليا كوطن بديل، وهذا امر مستحب، او اللجوء الى تنظيمات ونوادٍ ومحافل توفر لديهم صورة الوطن البديل، والعائلة البديلة والأخوة التي افتقدوها بشكل من الأشكال. لذا برزت طبقات اجتماعية جديدة داخل الجالية يعتمد بعضهم على الإثراء كمؤشر للتقدم الاجتماعي، بينما يفضل آخرون التحصيل العلمي للترقي اجتماعياً ومادياً.
لا شك أن الجالية اللبنانية هي صورة مصغرة عن الوطن الأم، وهي الأقرب عاطفياً وثقافياً وسياسياً منه.
وقد ساهمت المؤسسات الدينية، المسيحية أولاً ثم الإسلامية، بالحفاظ على تماسكها وهويتها، على عكس الجاليات الأخرى في أميركا اللاتينية. وهذا ما جعلها محط أنظار القيادات اللبنانية التي تعترف بفرادتها وأهميتها. لهذا زارها خلال السنوات الأربعين الرئيس الشهيد رينيه معوض وأمين الحافظ والأب سمعان الدويهي، والرئيس نبيه بري والبطريركان صفير والراعي والجنرال عون ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ووزير الخارجية جبران باسيل والعديد من رجال الدين والدولة. واكتسبت الجالية اللبنانية أهمية مميزة خاصة بعد إقرار قانون انتخاب المغتربين. فهل ستفسد السياسة ما تمكن اللبنانيون من تحقيقه طوال هذه السنوات؟
الجالية اللبنانية، كسائر الجاليات الاخرى، وربما اكثر، تجد نفسها في حالة من الضياع. فالجيل الاول لا يزال عاجزاً عن تحديد انتماءاته، اما الجيل الثاني، فهو مزيج لبناني- استرالي، بينما يكتفي الجيل الثالث بأكل التبولة والكبة النية وخبز الصاج، بعد ان تحول الوطن في ذهنه الى جمهورية حنين وكتلة من المشاعر المحببة التي ينقضها الواقع الرديء في الوطن الأم.