لم يكد يجفّ حبر التقرير نصف السنوي للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس حول تطبيق القرار 1559 والذي جدد فيه مطالبة الدولة اللبنانية بنزع سلاح «حزب الله» مؤكداً ضرورة أن تحتكر الدولة امتلاك الأسلحة واستخدام القوة، حتى باغتت المشهدَ الداخلي صورةُ القذيفة الصاروخية وعليها علما «التيار الوطني الحر» و «حزب الله» التي أهداها مسؤول المنطقة الخامسة في «حزب الله» الشيخ محمد عمرو «لمعالي الوزير المقاوم جبران باسيل» كما كُتب على القذيفة .
اشتعلت الردود والتعليقات على هذا المشهد الذي وزّع رسائل متعدّدة من نيويورك الى قريطم الى معراب وصولاً الى الرياض.
البعض اعتبر ردود زياد الحواط وفارس سعيد وبطرس حرب من باب المرمى الانتخابي والمناطقي.. «ماشي الحال»، ولكن ماذا عن الآخرين الذين فاجأهم نوع الهدية في لبنان من أقصاه الى أقصاه.
البعض قال ان «حزب الله» «يقوطب» على الكلام الكثير هذه الأيام الداعي للبحث في الاستراتيجية الدفاعية.
والبعض الآخر قال ان وزير خارجية كل لبنان استفزّ الأمم المتحدة كما استفزّ نصف اللبنانيين.
والبعض الثالث قال ان ابو عمّار في عزّ ثورته ومقاومته لإسرائيل كان يهدي غصن زيتون وليس بندقية لكل الذين يلتقيهم أينما توجّه.
وقال آخرون ان «الوزير المقاوم» كما هو مكتوب على الهدية يقوم بجولة على المناطق شعارها الإنماء والإعمار والسلم الأهلي، فما معنى أن يُهدى صاروخاً في وقت يحتاج فيه اللبنانيون الى الورد والمشاهد التي تنسيهم مشاهد الحروب؟.
وآخرون برّروا المشهد بأن رئيس التيار يحق له ان يمارس السياسة كما يشاء ليجيبهم آخرون انه وزير خارجية كل اللبنانيين ويتلقّى هدية وهو يعرف انها تستفزّ جزءاً منهم.
ويبقى صاروخ راس قسطا الجبيلية لغزاً وليس هدية للوزير بل تمريرة ذكية عبره «غطت» على مضمون جولته وغايتها مهما وضع فيه من ورود!؟.