بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي
تتكرّر امامنا مشاهد العالم الثالث وتعود بنا الى خمسينات وستينات القرن الماضي يوم كان السوفيات يطلقون المركبات الفضائية وشعبهم ينوء تحت اعباء العوز والفقر.
ليطلّ في السنوات الأخيرة مشهد زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ يستقل القطار الذهبي في رحلة تستغرق عدة ايام باتجاه سيبيريا محمّلاً بقاطرتين من السومون والكافيار وافخر انواع السيجار في حين كان شعبه يفتش عن الكلاب الشاردة ليملأ بطنه ويسدّ جوعه بلحمها.
اليوم، يتغيّر المكان، ويتكرّر السيناريو بشكل مختلف، وعبر تظاهرات هذه المرّة، ففي وقت نزل فيه الايرانيون في عدة مدن يشكون الفساد والفقر وقلّة وجود النفط وانقطاع الكهرباء وتدني قيمة الريال الايراني، نجد طهران تعلن عن تدريبات عسكرية في خليج العرب تستمر عدّة ايام وتواصل تهديدها بإغلاق مضيق هرمز واصرارها على التمسك بقواعدها ووجودها في سوريا والعراق واليمن.
فتدريبات ايران ليوم واحد في الخليج العربي تشبع مئات الآلاف من الايرانيين وهي تقام للفانتازيا ولإلهاء الناس بعدو وهمي قادم من الخليج العربي، علماً ان المسؤولين الايرانيين يدركون جيّداً ان لا خطر يأتيهم من الخليج، بل هم مصرّون على الترويج لأجواء التوتر لاحتواء كرة الثلج الشعبية التي تتسع في الداخل اذ لا يمكن اسكات التظاهرات بالتدريبات والمناورات؟!