بقلم هاني الترك OAM

كانت السفينة الاسترالية عائدة من الجبهة الغربية من فريمنتال الى استراليا وعلى متنها 1000 جندي مصابين بجروح من جراء المعارك في الحرب العالمية الاولى.. وبتاريخ 11 تشرين الثاني نوفمبر 1918 اعلنت الهدنة .. انتهاء الحرب .. ورست السفينة على احدى الشواطئ.. لاحظ الجنود ان المواطنين يركضون في كل مكان في سرور وفرح.. ولكن البحارة لم يعرفوا السبب.. فلم تكن قد وصلت اليهم اخبار انتهاء الحرب.. فلما عرفوا من المواطنين بانتهاء الحرب اخذوا يسرحون ويمرحون ويرقصون في السفينة ويقذفون الصحون والزجاجات من شدة فرحهم بانتهاء الحرب.. ومَن يلومهم بعد المآسي التي شاهدوها واختبروها في الحرب العظمى؟

وكتب الجندي الاسترالي هاري هارتنيت الذي كان مع الجنود المصابين على متن السفينة مذكراته اثناء الحرب والتي تحمل عنوان Over the Top. فنام هارتنيت ليلة 11 تشرين الثاني نوفمبر لأول مرة  مرتاح البال لعلمه انتهاء الحرب.. ولكن كان يشعر في ذات الوقت بالاشمئزاز والألم والعذاب من جراء الحرب وكان في كل يوم يطلق فيه النار على الاعداء ويتلقى نيرانهم يتمنى الخلاص من مآس الحروب.. ومن يلومه.. ان الحرب خراب ودمار وفناء وعذاب.. وتمثل سقوط الانسان.