صدم دونالد ترامب العالم بفوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية ليصبح الرئيس الـ45 للولايات المتحدة، على النقيض من كل التوقعات واستطلاعات الرأي والتكهنات، حيث وجدت إداناته المتكررة للمؤسسة السياسية والإعلامية والحزبية الأميركية صدى واسعا لدى الناخبين الذين سارعوا إلى صناديق الاقتراع متسببين بزلزال جديد.
ويرى اكثر من 60% من الأميركيين أن ترامب لا يتمتع بالطباع المناسبة لكي يصبح رئيساً، لكنه نجح في الاستفادة من غضب وقلق قسم من الأميركيين.
وبعد ساعات على صدور النتائج، توجه الرئيس الأميركي باراك اوباما من البيت الابيض إلى الأميركيين، وقال ان أميركا باسرها تتمنى “النجاح” لدونالد ترامب بعد انتخابه المفاجىء، مشيدا بالتصريحات الاولى التي ادلى بها.
واضاف اوباما “نحن اولا أميركيون، ولسنا ديمقراطيين أو جمهوريين”، معربا عن امله بانتقال هادىء للحكم بعدما كان وصف ترامب خلال الحملة الانتخابية بانه يشكل تهديدا للديمقراطية. وكان اوباما اتصل صباحا بترامب لتهنئته.
كذلك القت المرشحة الخاسرة هيلاري كلينتون كلمة غلب عليها التأثر. وقالت في قاعة في أحد فنادق مانهاتن “آمل في ان ينجح بوصفه رئيسا لجميع الأميركيين”، لكنها اعتبرت أن الانتخابات أظهرت أن الولايات المتحدة “منقسمة أكثر مما كنا نعتقد”.
واعتبرت ان الانتقال السلمي للحكم “قيمته مقدسة” في الديمقراطية الأمريكية.
وتعهد ترامب في خطاب القاه بعد فوزه بان يكون رئيسا لكل الأميركيين، معتبرا انه آن الاوان لأميركا لكي “تضمد جراح الانقسام”.
وانتعشت الاسواق بعد تراجع كبير أحدثته نتيجة الانتخابات التي جاءت مخالفة لكل توقعات استطلاعات الرأي.
وتوالت ردود الفعل المهنئة من مختلف انحاء العالم.
وهنأه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين معربا عن أمله في تحسن العلاقات الروسية الأمريكية التي تشهد “وضعا صعبا”.
وحذر الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند الأربعاء من “مرحلة من الغموض”.
ووجه رئيس المفوضية الاوروبية جان-كلود يونكر ورئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك دعوة إلى الرئيس الأميركي المنتخب لعقد قمة بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة في اوروبا حين يسمح له الوقت بذلك.
وعرضت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل على ترامب “التعاون الوثيق” الذي يستند إلى القيم المشتركة للديموقراطيات الحرة.
في المقابل قال وزير خارجيتها فرانك-فالتر شتاينماير انه يتوقع “أوقاتا أصعب” على الصعيد الدولي مع وصول دونالد ترامب إلى البيت الابيض.
في الشرق الاوسط، اعتبر الرئيس الايراني حسن روحاني ان فوز ترامب الذي انتقد مرارا الاتفاق النووي الذي تم في عهد باراك اوباما، لا يمكن ان يؤدي إلى الغاء هذا الاتفاق.
وسرعان ما تدفقت رسائل تهنئة مقتضبة من حلفاء عرب من بينهم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الذي تمنى لترامب النجاح “بما يحقق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع.”
لكن بعيدا عن البروتوكول فإن فوز ترامب مصدر قلق للكثير من الحكام والملوك والأمراء العرب. فهم يواجهون الآن أميركا جديدة يقودها ترامب الذي يخشون أن يغير نظاما إقليميا ساد لعقود من الزمان.