أنطوان القزي

حين كتبتُ في عدد من افتتاحياتي عن التفاح الماروني والتبغ الشيعي والعنب الكاثوليكي والزيتون الارتوذكسي والليمون السني والتين واللوز الدرزيين، كان ذلك من باب الإستلطاف في زمن القسوة الساسية!.. أما اليوم فبات الموضوع دينياً وطائفياً بامتياز إذ تبدأ الدولة اللبنانية هذا الأسبوع بدفع ثمن التبع ب»الفريش دولار» في حين ينتظر مزارعو التفاح من يرأف بحالهم لأن نتاجهم مكدّس ولا أحد يسأل عنه؟!.
مع مباركتنا لإخوتنا مزارعي التبغ وهم يستحقون ، نسأل: أين عدالة الدولة تجاه مزارعيها؟!.
كتبت الاعلامية نوال نصر يوم السبت في صحيفة «نداء الوطن» ما يلي:
لا، لم نكن نريد أن نتعامل معها على أنها شتلة شيعية لكن حين يقف شيعة ويقولون: إنها شتلة الصمود والبقاء، يُصبح من حق المسيحيين (قبل أيام من إنتهاء عهد الرئيس المسيحي الذي سمى نفسه الأقوى) أن يسألوا: هل هناك ناس بسمن وناس بزيت؟ هل الشتلة المحسوبة على الشيعة بالسمن الحموي والتفاح رمز صمود المسيحيين في الجبال بالزيت العكر؟
يوم الثلثاء، أمس، بدأ الريجي في استلام محصول التبغ والتنباك. والدفع هذه المرة بالدولار الأميركي. هو أمرٌ رائع طبعاً أن يأخذ كل ذي حقّ حقّه وحبة مسك. نفرح لفرح هؤلاء لكن هل لنا أن نسأل كيف نجح المزارعون بعد أعوام عجاف – وفي هذا الزمن الصعب جداً- في نيل حقوقهم؟ يؤسفنا أن يكون الجواب أن ذلك تمّ لأن شتلة التبغ لا بُدّ منها لتجذر وصمود مزارعيها في أراضيهم أما مزارعو التفاح، وعددهم (وعيالهم) لا يقل عن 600 ألف، «فدرجة ثانية» على ما يبدو! نعود لنسأل مجدداً رئيس نقابة مزارعي التبغ والتنباك في الشمال عبد الحميد صقر عن أهمية صدور قرار الدفع الى مزارعي التبغ والتنباك بالدولار الطازج فيجيبنا «هذه الزراعة لا بُدّ منها خصوصاً في الجنوب في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي».

لا نتكلم طائفياً لكن نسأل ما سُئلنا عنه: هل أصبح المسيحيون العنصر الأضعف في البلاد؟
(النص الكامل ص7 ).