بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي

فجأة قفز البوعزيزي التونسي الشهير الى عناوين الصحف العربية التي تصدّرت صفحاتها الأولى أمس الأول السبت:» بوعزيزي لبناني يحرق نفسه أمام باحة مدرسة». والبوعزيزي الأول أحرق نفسه في 17 كانون الأول ديسمبر سنة 2010 في ولاية سيدي بو زيد التونسية إحتجاجاً على صفعة شرطية له و مصادرة السلطات البلدية لعربة كان يبيع عليها الخضار والفاكهة.. ومنذ ذلك اليوم انطلقت ثورة الياسمين في تونس، فغضب الناس ونزلوا الى الشوارع إلى أن أسقطوا حكم زين العابدين بن علي وطردوه الى خارج البلاد.
والبوعزيزي اللبناني جورج زريق الذي رفضت ثانوية بكفتين في الكورة إعطاءه إفادة لابنته لأنه لم يسدّد قسطها ، أحرق نفسه مساء الخميس في باحة المدرسة مستسلماً للفقر والموت.
هذه المرّة لم ينزل الناس الى الشوارع، لأنهم يئسوا من الثورات والتظاهرات، بل أن المسؤولين هم الذين تباروا في إطلاق تعابير السخط من الحالة التي وصل اليها اللبنانيون، حتى أن أحد النواب قال:» يا ريت أحرق جورج زريق معه بعض المسؤولين اللبنانيين».
( تحية للوزير حسن مراد الذي تكفل بتعليم أولاد الضحية جورج في المستقبل)..
و شكرا للنائب في مجلس الامة الكويتي خلف العنازي الذي تبرع بمبلغ 10 الاف دولار اميركي لعائلة زريق.

وفي الوقت الذي يصل فيه أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط إلى بيروت اليوم ليأكل المغلي ويهنىء بالحكومة الجديدة ، يسير اللبنانيون في جنازة جورج زريق ، يتقبلون التعازي ليس به فقط بل بحال كل واحد منهم!.
ليس المطلوب أن نؤاسي عائلة الضحية ونتمتم ببعض الكلمات كالعادة ونسير، المطلوب التوقف عن الخداع والتمثيل والوعود لأن لبنان يضيق بأشخاص هم مشاريع منتحرين جدد على طريقة جورج زريق.

في تونس فعلت ثورة الياسمين فعلها واللبنانيون ممنوعون حتى من شمّ الياسمين؟!.