أنطوان القزي

هل يخجل العرب، أم أنهم لكثرة إحباطاتهم وأخطائهم وعدم قراءتهم الصحيحة للأحداث، باتوا لا يميّزون بين ما يدعو الى الفخر وبين ما يسبّب الخجل.. وخير دليل هو أن جامعة العرب في مكان والعالم العربي في مكان آخر؟!.
فكما أنهم أضاعوا البوصلة في لبنان، وبدل ان يعملوا على معالجة مشكلة النازحين والطلب من النظام السوري حلّ هذه المشكلة التي باتت تشكّل مشكلة كيانية للشقيق الصغير، نراهم يهرولون الى الشام يطلبون ودّ الأسد وهو يتدلّل ويمارس الدلع .
ها هم يضيعون البوصلة مجدّداً في فلسطين كما كانوا يضيعونها في كل مرّة وكأنهم يرون في الصواريخ المتساقطة فوق رؤوس الفلسطينيين «حبّات ملبّس» في أحد الأعراس؟!.
وتحت عنوان «الجيش الإسرائيلي يجرب أسلحة وتقنيات جديدة في حربه على غزة»، فقد
«كشفت مصادر عسكرية عليا في تل أبيب، أن الجيش الإسرائيلي، كما يفعل في كل حرب، حرص على إجراء تجارب على أسلحة وتقنيات جديدة مختلفة، بينها المنظومة الصاروخية الدفاعية «مقلاع داود»، التي تستخدم للمرة الثانية بشكل فاعل، وأجهزة رصد وتنصت ومتابعة ذات تقنية تكنولوجية عالية.
ويأتي هذا الاستخدام ليس فقط من باب العقيدة القتالية، التي تبحث عن الجديد باستمرار كما في كل جيش في العالم، إنما من باب العقيدة التجارية لشركات الأسلحة الإسرائيلية الحكومية، التي تجعل من الفلسطينيين حقل اختبار لأسلحتها، لأن اسرئيل تحرص على بيع الأسلحة المجربة، ما يجعلها أكثر رواجا بين الجيوش التي تشتريها. وفي سنوات سابقة، كان الجيش الإسرائيلي يبادر إلى عملية حربية -كبيرة او محدودة- مرة كل 3 – 4 سنوات، واضعا لها عدة أهداف، منها إدخال الجنود في تدريب عملي لحرب مباشرة وليس فقط تدريبات نظرية، وكذلك إجراء تجارب على أداء الأسلحة أو الذخيرة الجديدة الصنع.
وتحدثت المصادر الأمنية عن استخدام وسائل قتالية أخرى في العملية الحربية ضد «الجهاد الإسلامي» في غزة، تشمل أجهزة رصد واتصال دقيقة، ساعدت على تنسيق العمليات بين الجيش والمخابرات وأتاحت اغتيال ثلاثة من قادة الجهاد في آن واحد خلال وقت قصير (خلال ثانيتين فقط حسب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو).
ومن أبرز التجديدات، بالطبع، استخدام منظومة «مقلاع داود»، التي تعد واحدة من أربع منظومات دفاعية يعتمدها الجيش الإسرائيلي، هي: «القبة الحديدية»، المخصصة لرصد واعتراض الصواريخ قصيرة المدى حتى مسافة 70 كيلومتراً، ومنظومتا «السهم 2 و3»، وهما معدّتان لاعتراض الطائرات المقاتلة وكذلك الصواريخ الباليستية طويلة المدى.
وعليه، وعلى الرغم من عدم التكافؤ بين قوتي الجيش الإسرائيلي، الذي يعد تاسع أقوى جيوش العالم، وتنظيم «الجهاد الإسلامي»، فإن هذا الجيش يعد العملية الحربية التي سميت «السهم الواقي» فرصة لإجراء التجارب على الأسلحة والقنابل المتطورة.
ولا ينزعجنّ أحد من قولنا «إن العرب يتفرجون على الفلسطينيين وقد حوّلهم الإسرائيليون إلى فئران في محتبرات أسلحتهم، وفد اعترف الإسرائيلي أنه يشنّ الحرب على غزة لاختبار مدى قدرة سلاحه قبل التصدير؟!.
هل يفهم العرب الزاحفون الى الشام ماذا يحصل في مختبر غزة؟ّ.