أنطوان القزي
كنت أودّ الحديث اليوم عن الضجة الحاصلة في ولاية فيكتوريا بين زعيم المعارضة الأحرارية جون بيسوتو وبين النائبة الأحرارية المطرودة من صفوف الأحرار البرلمانية مويرا ديمنغ لأنها ستارت في تظاهرة صد المثليين وأخرى ضد المهاجرين وانخرط فيها النازيون الجددوأدى بعض من سار فيها شعارات نازية.
ديمنغ تقول أنها ترفض مغادرة الحزب وأنها ستقاضي زعبم المعارضة الفيكتورية..
لكن عنصرية ديمنغ الأسترالية ليست سوى نقطة في بحر عنصرية وزيرة الداخلية البريطانية الهندية الأصل سويلا برافرمان.
تتحمّس برافرمان لقانون إبعاد اللاجئين الذين يعبرون بحر المانش إلى رواندا في افريفيا وهي زارت منذ أسبوعين تلك الدولة لتأمين سرعة توطين اللاجئين فيها علماً أن 45 ألف لاجئ وصلوا السنة الماضية الى بريطانيا عبر بحر المانش.
وُلِدت سويلا برافرمان البالغة من العمر 42 عامًا في هارو بلندن الكبرى لأم التاميل الهندوسية أوما ووالدها كريستي فرنانديز من أصول هندية، اللذين هاجرا إلى المملكة المتحدة من موريشيوس وكينيا، على التوالي، في الستينيات. وإنها نشأت في ويمبلي.
منذ أسبوعين انتقدت حكومة باكستان التصريحات المثيرة للجدل للوزيرة برافرمان، التي تتهم «عصابات الذكور» من الرجال البريطانيين الباكستانيين بالتورط في استغلال جنسي واسع النطاق للنساء والأطفال، واصفة إياها
بـ «التمييز وكراهية الأجانب».
وتتعرض برافرمان المنحدرة من أصول هندية إلى انتقادات متكررة بسبب مواقفها وتصريحاتها المعادية للمسلمين والمهاجرين.
وعن والدها، قالت برافرمان: «في صباح يوم بارد من شهر فبراير عام 1968، نزل شاب، لم يبلغ من العمر 21 عامًا بعد، من طائرة في مطار هيثرو يحمل بعصبية تذكرة ذهاب فقط من كينيا… لم تكن لديه عائلة ولا أصدقاء وكان يمسك فقط بأهم ما لديه وهو جواز سفره البريطاني إذ إن وطنه كان في حالة اضطراب سياسي“.
ألا تعاني برافرمان من وخز الضمير بشأن إرسال اللاجئين إلى رواندا رغم ان قصصهم تشبه قصة والدها؟!.
وواجهت تصريحات وزيرة الداخلية البريطانية وابلا من الانتقادات من المعلقين السياسيين والجمعيات الخيرية للأطفال، التي وصفت تعليقاتها بأنها «تحريضية» وترقى إلى بدء «حروب عرقية».
وأشارت في مقابلة تلفزيونية، إلى أنه «كانت هناك عدة تقارير حول هيمنة مجموعات عرقية معينة وأنا أقول، الذكور الباكستانيين البريطانيين الذين يحملون قيما ثقافية تتعارض تماما مع القيم البريطانية، ويرون المرأة بطريقة مهينة وغير شرعية، وتتبع أسلوبا قديما وبصراحة نهج شنيع من حيث الطريقة التي يتصرفون بها».
اللافت في القصة أن الهندوسي الآخر رئيس الوزراء ريتشي سوناك هو أيضاً هندي، والمغزى أن الهنود الملوّنين هم الذين يخوضون حرباً عنصرية شرسة ضد اللاجئين
ولو عاد تشرشل سيجد حفيد غاندي ريتشي سوناك في 10 داونينغ ستريت في لندن يسنّ قوانين صارمة صد المهاجرين الأسيويين ، ولو عادت مارغريت تاتشر ستجد حفيدة أنديرا غاندي سويلا برافاران تطارد المهاجرين وصولاً الى رواندا.
وبين مويرا ديمينغ الفيكتورية وبين سويلا برافرمان اللندنية تذرّ العنصرية بقرنيها عن طريق الجنس الناعم.