بقلم نوفل حنا نوفل – سدني

الشيء الغريب في هذه الايام باننا نرى في مجتمعنا العربي والاغترابي عوائد وتصرفات لا تشجّع على الانخراط والسير قدُماً  في مجتمعات كهذه تبغض وتكّفر بعضها بعضاً منذ زمن طويل ، فما هو السبب الاساسي لهذه التشنجات وعدم الترابط الإنساني والفشل الاجتماعي، فهل يجوز لبعض الناس بأن يكونوا مؤمنين دينياً. وفاشلين أخلاقياً واجتماعياً ، وهل يجوز بأن نصوم ونصّلي من جهة، ومن جهة اخرى نصنع أشياء لا تليق بالتوبه والايمان والعقيدة والدين ،نحن نعلم جيدا بأنه لا يوجد اَي ازدواجية او شراكة ما بين الخير والشر ، فلماذا اكثرية الناس يعيشوا في رأيين في آن واحد ، يؤمنون من جهة ويصّلون ويتعبدون ،ومن جهة ثانية يمارسون  القبائح والأشياء الغير قانونية، ويصنعون كل شيء مستحيل من اجل الأنانية القاتلة والبيئة المنعزلة كلياً ، ولكن على ما يبدو انه روتين فاسد جد لا يليق بأي انسان ، وعلى ما اعتقد على انه كل انسان يعمل مثل هذه الامور ويؤمن بهذه الحياة والطريقة الفطرية  ، بانه يتبنى التخلف ويعمل الخطأ الفادح، وبعيد كل البعد عن حقيقة الله. وصفاته المقدسة. وتعاليمة الإلهية ،التي تشجّع على المحبة والحق ومساعدة الآخرين   والاعمال الخيرية والتسامح والمساواة  بين الاخوة في الانسانية الحقيقية والراقية ، التي تشجّع على السلام والعيش الجميل والتعامل المشترك من غير اَي حواجز وانعزال مخيّب للآمال  ، فقد حان الوقت لنا جميعاً بأن ننطلق الى الافضل مما نحن عليه الآن، ونتجه الى الحياة السليمة من غير اَي تذليل او تحقير الانسان لأخيه الانسان ، وإنني لا اعتقد بأن هناك اَي مبرر او سبب من الاسباب يفصل الانسان عن الآخر الا بالموت، لأن الحياة لا تتحد مع الموت باي شكل من الأشكال ، فيجب علينا بأن نعلم يقيناً. بأن الحياة المغلقة على ذاتها كمثل الزنزانة المظلمة او سجناً فارغاً من البشر والأصحاب .داخل أربعة حيطان ومن غير نوافذ،وليس صالح الى اَي شيء عملياً واجتماعياً ومستقبلياً ، بل انه انعزالاً كاملاً وحياتاً مغلقة على ذاتها وعن باقي المجتمع ككل ، فكل شيء يبعد الانسان عن المجتمع المترابط والمتحد. فاني اعتبره مرضاً عضال. وتخلف فطري،  وفشلاً انساني، والطريق المسدود .والمستقبل الفاشل ، والحياة الظالمة والمظلمة .فلماذا لم نتحد جميعاً مستنيرين بالمحبة والألفة لكي ننموا معاً لكي نصبح مجتمعاً مترابطاً  منتجاً ومثمراً على جميع الاصعدة والميادين. بغد النظر على العقلية القديمة، ومفرزة الانتماء الديني والانفصال العرقي والمذهبي، لكي لا نصل الى اَي هدف من الأهداف الفاشلة. منفصلين عن بعضنا بكل شيء علمياُ وعملياً واجتماعياً ،فكيف سيكون مصير أمة تعيش بعيدة عن بعضها البعض.وممزقة بكل الامور والميادين ، لتصبح مجتمعاً فاشلاً. يتكل على أيادي الشعوب الاخرى الراقية .المترابطة في جميع الامور الحياتية .لكي تنتج وتصنع  وتزرع لكي تأكل وتلبس وتعيش على احسن ما يرام من الرفاهية ، ونحن الشعوب العربية .نذهب اليهم لكي ناكل من خيراتهم ونلبس من مصانعهم ونعمل في بلادهم ، تحت شعار مهاجرين من الدرجة الثانية والثالثة ، اتمنى بأن نصل الى اعلى درجة من الوعي والاحترام والحضارة. والنمو والزراعة والصناعة ، متحدين في كل شيء ، لنطلق عجلة الحياة الى الإمام والأفضل ، من غير اَي مبرر او إهمال لكي نصل الى القمة في كل شيءيختص بالحياة والرفاهية ، ومن طلب العلى سهر اليالي. لكي لا نبقى شعباً  فاشلا اتكالياً وفضولياً نعيش على حساب الآخرين  ونخلع عنا الاسم المزدري القديم الشعب العربي من شعوب العالم الثالث اَي الشعوب النائمة والمختلفة والمتخّلفة في شتى المجالات والميادين .