أنطوان القزي

الغصة والحزن ما كانا ليبلغا هذا المبلغ من الأسى والغضب لو ترك للعدالة دورها، في كشف ومعاقبة المسؤولين عن واحد من أكبر الانفجارات غير النووية. لكن بعد 3 سنوات من عرقلة التحقيقات ما زال الفاعل مجهولا، أقله على الصعيد الرسمي، وما زال الجرح ينزف والحزن عميق. والغريب ما قالته بالمناسبة نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية آية مجذوب : “إن السلطات اللبنانية استخدمت كل السبل لتقويض التحقيق في انفجار المرفأ وعرقلته “بوقاحة”.

وعلى الأرض، الردم على حاله في المرفأ كما في الأحياء الموازية له، قسم كبير من السكان لا يزال مهجراً بغياب أي خطة إعادة إعمار من الدولة، فيما التحقيق لم يصل إلى أي خيط بعد! وفي بعض تفاصيل القضية، لا يزال أهالي الضحايا المفجوعين يتنقلون من اعتصام إلى آخر، يحملون جراحاتهم وصور أحبائهم، مطالبين بالعدالة، ومهددين بإبقاء السلطتين السياسية والقضائية تحت «ضغط الشارع».
أما الخرق الوحيد الذي سجل عشية الذكرى الثالثة في جدار التحقيقات، فتمثل بتسلم وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال، عبدالله بوحبيب، رسالة من 15 سفيراً وقائماً بالأعمال، من الدول الموقعة على البيان المشترك الخاص بانفجار مرفأ بيروت في مجلس حقوق الإنسان، يحثون فيها الجهات اللبنانية المختصة على الإسراع في التحقيقات القضائية الخاصة بانفجار المرفأ، معربين عن قلقهم من الاستمرار في إعاقتها. ..مَن سيسرّغ ومدعي التمييز لا يعترف بالمحقق العدلي وقصور العدل كراعيبها معلّقة بقرارات مرجعياتها السياسية وفي موازاة ذكرى الإنفجار، يعود بركان مخيم «عين الحلوة» الى الثوران وهذه المرة على حساب مرجعية «فتح» ليبحث عن مرجعية بديلة ، وهذا ما يكمن وراء احتضان «عصبة الأنصار» للمجموعات المتطرفة، سواءً كانوا من «الدواعش» أو «القاعدة» أو «فتح الإسلام» أو «جبهة النصرة» الذين يقاتلون «فتح» تحت لافتة «جند الشام» بزعامة بلال بدر وهيثم الشعبي وعمر الناطور، إضافة إلى اللبنانيين الملاحقين قضائياً بتهمة ارتكابهم جرائم يعاقب عليها القانون، ومعهم العشرات من السوريين ممن لجأوا إلى المخيم.
ويبقى السؤال: ما مدى صحة «أبو محجن» طليقاً في المخيم على ذمة مصادر لبنانية – فلسطينية تنفي تواريه عن الأنظار؟
وتؤكد المصادر نفسها أن أحمد عبد الكريم السعدي الملقب بـ«أبو محجن» والمتهم باغتيال القضاة الأربعة في صيدا هو من يتزعّم “عصبة الأنصار” ويتولى تدبير أمورها اليومية.
وبين دخان مرفأ بيروت ودخان عين الحلوة ، لن تبتسم شمس لبنان؟!.