سميرة عباس التميمي

في روحي ذكريات
أطلقتها حماماتٌ
برسائل نحو أماكن
مكثتُ فيها
حفظت آثار خطواتي كل حجارة
في ذاك الزمان الجميل
كانت حنجرتي تستوعب
كل الأغاني
واقدامي كل الرقصات
وذراعيّ جناحي فراشة
أحط على كل زهرة
لأن كل حديقة
كانت بيتي
وعالمي نافذة مفتوحة
لكل ماهو مبهج
كنتُ أسابق الريح زهوها
والعصافير تغريدها
وعندما أيعنتُ
بدأتُ أحلمُ
مع شمس العصر
بحبٍ تحت ظل شجرةٍ
خضراء الأغصان
وينتابني الحياء
وتلفح الشمس جبيني
بدعوة أن اواصل
في طريق الفرح وقوس القزح
لم أكن أعلم
إنه وراء هذا العالم الأخضر
قبحٌ
فرسائل الحب الحالمة
حاصرها وابلٌ
من الإعتراضات
وحمامات العشق الطائرة
هاجرت بلاعودة
وبقيتُ أنشدُ لكل جميل يحطيني
وللشمس والقمر
لدي حلمٌ
أن أتجاوز المسافات البعيدة
وأن أزرع الزهور بين نجوم السماء
أنه الحب الإلهي
أن أكتب الشعر من ينابيع النقاء
وأُمنح الحب من أنفاس الملائكة
سعادةٌ أن أنسجم مع الكون
وأغني معك
فليس للحب بديل
وإن طالت الأدغال زهور الحياة
أستمتع بالربيع
في كلمة غزل
ورسالة حبٍ غناء
في نافذة مفتوحة
وسيدة وقور تُطعم الحمام
في طمأنينةُ المدينة
وفرحة العيون
فلا أشقى من إنسان
وهو
يضع الستارة السوداء أمام الشمس المشرقة
أن ينهي الحب
في ربيعه
أن يقطع صلته بالأمل
عند غروب الشمس
والزورقُ آتٍ
الحزن
غطى المدينة
والخوف
أفئدة الناس
الأحداق دامعة
والمزاج عكر
والشمس ضاحكة
حينها أدركت
أن وجهك المجهول
صعب المنال
فحزمتُ حقائبي
ورحلت
وفي روحي ذكريات
أطلقها حماماتٌ
نحو أماكن مررت بها