بقلم نوفل حنا نوفل – سدني

الصراع منذ البدء  ما  بين النفس المؤمنة والجسد الارضي الخاطىء والفاشل الذي دائما يميل الى اغراء النفس بالامور الارضية المرفوضة عند الله والذي من خلال النفس يأخذ الحياة منها لكي يحيا بها لمدة زمنية محدودة .فيا للاسف كم هو حزين وضعيف جسد الإنسان . لكنه لم يعلم ما هو الغد ومصيره المخيف هل نحن نكتفي ان نحيا بجسد ضعيف يصارع الموت لكي يبقى ولكنه لم ينتصر على اي شيء في هذه الدنيا يعمل لمستقبله ولكن لا مستقبل له يعمل جاهدا من اجل البقاء ولكنه  لم يبقى ولا يدوم  ولم يعلم اين ستكون نهايته المؤسفة يتأرجح وينهزم أمام العوامل الطبيعية التي تنتصر عليه دائماً  وتستطيع ان تقضي عليه وعلى حياته  في مدة زمنية  قصيرة جداً او تفاجئه بالموت السريع . هذا هو العدو المخيّب للامال لا يعطيك اي ضمانة للغد ولاي شيء تريده لأنه ضعيف ومريض وخطير ولأنه فاقد القوة والقداسة فاقد الضمانات لكل شيء ابدي ولانه ايضاً من المستحيل بان نتكل عليه وهو ضعيف في كيانه ضعيف في ايمانه فاشل في تصرفاته وجميع اموره ومستقبله معروف ما هو مصيره المحزن المرض والتعب والهلاك والموت .ومن الممكن بان يقضي عليك وبغدرك في اي لحظة . فهل يليق للنفس بأن تخطيء وتنجرف معه وتموت مثله التي هى من مصدر اخر وعالم ابدي لا ينتهي ولا يفشل ولا يموت .ما اعظمك يا نفسي يا خميرة ابدية يا مجداً  الهياً  ساكن في قلبي لكي احيا وأميز الامور واؤمن بالذي خلقني وحده  الخالق ومعطي الحياة الذي وحده يستطيع بان ينقذني ويعطيني حياة جديدة وينقلني من عالم الجسد الارضي الفاسد الى عالمه عالم الكمال عالم الحياة والسرور الخالي من الشرور والغضب  وانانية الجسد القاتلة. فيا ايها الجسد المغفل يا جسد العداوة لمشيئة الله  تحارب وتسرق وتقتل وتزني وتغضب وتكذب وتؤله ذاتك لكي تغيظ الله باعمالك الشريرة . وتريد ان تؤله نفسك امام العالم لان جميع هذه الامور لا تعطيك غير الموت الحتمي والمصير اليائس المشؤوم .الذي نفذ حكمه بك لكي يسقط عا رأسك غضب الله لكي ترضيك حبة التراب في عينك التي لا يشبعها كنوز الكون  .هذا هو مصير الجسد الخالي من عظمة الله وقداسته المليء من صفات عدو الله إبليس . فلا تكون له راحة ولا حياة ولا اي ضمانة  ابدية ووجود وكيان دهري .بل ينتهي في حضن الموت جثة هامدة . هنا عمل الايمان الحقيقي عندما لا نترك الجسد يتحكم بنا لارضاء شهواته وميوله الشرير. عندما نكتشف بان الجسد ذاهب وفاني والنفس جوهرة خالدة تعود الى مصدرها الاساسي من حيث آتت .
نحن نريد ان نتحد بما أعده الله لنا من اجل الخلاص  من عالم الجسد والموت الى عالم القيامة والحياة وظهور النفس منتصرة بهية قائمة بجسد  نوراني مصدره لدن الله. قوية وثابتة لا تموت ولا تحزن ولا تبكي بل تكون في حاضرة الله وبيته السماوي الابدي الذي اعطى لنا بان نملك معه على حسب إيماننا به وعمله المقدس وفدائه العظيم  لنا ووعده ان نحيا معه لابسين الاجساد السماوية ابرار خالدين في مجدٍ عظيم لا يوصف ولا تحده عقول ولم تراه اعين متمتعين في قمة الفرح والغبطة والسعادة الى الابد امين .