قاسم مصطفى

مع اول محرم الحرام..وبداية العام الهجري.تهجرنا اﻷفراح واﻷلوان وتحل بنا اﻻحزان.ونطرز الكﻻم بالحركات الموشحة بالسواد
انها كربﻻء…اﻷيقونة المأساة .التي تسكننا منذ وعينا الحياة.زارعة في مشاتل اعمارنا بذور الضوء واﻹصﻻح.متجذرة في وجداننا بالحزن المعتق للسبي الزينبي والعطش الحسيني.
يتجدد اللقاء مع عاشوراء..حيث نحط الرحال وننصب الخيام والرايات ونعلن النفير بنشيد كربﻻء للثائرين في ذاكرة الشمس التي ﻻتغيب.لما تمثله كربﻻء في وجداننا من رمز لقامه  ثوريه وقيمه انسانيه تعلو وتزهو  مع امتداد الزمان والمكان.
هذه القامه الكبيره هي اﻹمام الحسين(ع) الذي رفض البيعة ليزيد واعلن ثورته عبر ﻻآته المعروفه وبرنامجه السياسي:
(خرجت لطلب اﻷصﻻح في امة جدي.اريد ان آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر).إﻻ أنه حوبه بالرفض وخير بين السلة والذلة فاختار اﻻولى .وخاض معركه غير متكافئه انتهت بإستشهاده مع عائلته وأصحابه بشكل مأساوي.
هذه النتجه للمعركه كان لها اﻷثر السلبي على المنتصر يزيد واﻷثر الطيب في العقيده والسياسه لمصلحة اﻷمه فأضحت كربﻻء رمزا وقدوة لكل الثائرين والمصلحين.فقامت الثورات في كل مكان على اﻻمويين.وأخذت مقولة بين السلة والذله موقعها في عقول المناضلين على مدى العصور.
وفي ايامنا …ومن منطلق على اﻷصول تنبت الفروع  هاهم احفاد الحسين ( ع) في عاملة العرب والمسلمين وبمعادلة انتصار الدم على السيف حرروا اﻷرض وطردوا الغزاة واعلو جدار الوطن وآعادوا لﻷمة عزتها بعد ان غيروا الكثير من المعادﻻت التي سادت طويﻻ.كل هذا ماكان ليحصل لوﻻ ثقافة عاشوراء
من هنا تستدعينا العبره(فتحه على العين) والعبره(كسره) .اﻷولى لتبقى تلك الجذوه مشتعله والعبره في القدوه بمحاربة الظلم واﻹنحراف في ظل واقع اسﻻمي منقسم في بعضه الكثير من العصبيه وثقافة الدم ابتعد عما اراده الله ورسوله(ص).لذلك نتسآل؟ هل مازلنا خير امة اخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ في ظل هذا الواقع التى تحميه انظمه استبداديه قائمه على الفساد شعوبها تتقلب على جمر الظلم والظﻻم والفقر بعضها يغرق في البحار طلبا لملجأ آمن في البﻻد غير اﻻسﻻميه حيث العون والمساعده بينما مساحة اﻷرض العربيه تستوعب المﻻين والثروه تصرف على البذخ والفساد والحروب وقضية فلسطين واقصاها منسيه بعد ان تغير اتجاه بوصلة العدو.
من هنا اهمية هذه الذكرى لتجديد العزيمه ومواجهة التحديات.فالبكاء وحده  وترداد ياليتنا كنا معك يا حسين ﻻتكفى بل اتباع نهجه يالسلوك في حياتنا السياسيه واﻹجتماعيه.بمحاربة الظلم والفساد  اينما وجد.ببناء اﻷسره السليمه واحترام اﻷنظمه والقوانين .بمتابعة اﻷهتمام بالتحصيل العلمي والتربوي ﻷوﻻدنا في البيت والمدرسه.كذلك بمحاربة التطرف واﻹرهاب والمحافظه على امن بلدنا استراليا حيث تعيش اﻷديان والقوميات المختلفه مع بعضها بآمان وسﻻم في جو من الحريه والديمقراطيه.
مسجد السيده فاطمة الزهراء(ع)