أنطوان القزي

{ بكل هدوء عاد طوني آبوت الى الصفوف الخلفية، وبكل تهذيب يتعاطى مع رئيس الوزراء الجديد وكأن شيئاً لم يكن، وبكل رباطة جأش يتعامل مع زملائه، لقد سلّم آبوت بالديموقراطية التي من اصولها الألاعيب السياسية.
نضع مشهد طوني آبوت برسم مؤسساتنا الاغترابية التي لا يكاد يخرج رئيس فيها من مركز حتى يبدأ اللعن والشتم واستحضار عدّة الخصومة والاستغياب وكل انواع الاتهامات.. والمؤسسة تصبح مؤسستين واحياناً ثلاثاً، ويتمترس الرفاق القدامى كلٌّ في زاوية.
رئيس وزراء استراليا يجلس في الصفوف الخلفية في البرلمان «مثل الشاطر».. واصغر رئيس جمعية عندنا لا يتنازل ولا يعترف انه قابل للاستبدال ولا يسلّم بالهزيمة… وإن ابعدوه يؤسس جمعية جديدة لتصبح الاولى بنظره بلا طعم ولا لون ولا رائحة.
ولو اردتم ان ندخل في التفاصيل، فلدينا من الكلام ما يبدأ ولا ينتهي، لأن كثيرين من الذين يرفضون الجلوس في الصفوف الخلفية ما زالوا يزينون «المانشيتات» ويحاصروننا بصورهم…
طوني آبوت يجلس في الصفوف الخلفية وصديقي «فرفور» لا يتنازل عن الصف الاول.. وإلاّ؟!