حملة وطنية لمكافحة الإدمان – أخبار أستراليا

تصاعد الأزمة ودق ناقوس الخطر

أطلقت وزارة الصحة الأسترالية حملة جديدة بعنوان “Choose Life, Not Fentanyl”.

وذلك بعد أن ارتفعت معدلات الوفيات الناتجة عن تعاطي هذا المخدر بنسبة 28٪ خلال عام 2025،

هذا بحسب بيانات الهيئة الوطنية للصحة والإحصاء.

كما أن هذه النسبة من أعلى الزيادات المسجّلة منذ عقد كامل..

إذ تحوّل الفنتانيل — وهو مسكّن أفيوني صناعي — من دواء لعلاج الألم المزمن إلى خطر اجتماعي يهدد فئات الشباب والعمال.

كما أن أكثر من 1500 حالة وفاة تمّ تسجيلها خلال العام نتيجة جرعات زائدة من الفنتانيل..

مما دفع الحكومة إلى اعتبار الأزمة “تهديداً وطنياً يتجاوز الجانب الصحي”.
وتؤكد الوزارة أن الحملة تمثّل “تحولاً شاملاً في أسلوب التعامل مع الإدمان”، إذ لا تكتفي بالعلاج بل تركز على الوقاية والتثقيف المبكر.

الجهود الحكومية والمجتمعية

تعمل الحملة على مستويين:
الأول توعوي، يستهدف المدارس والجامعات من خلال ندوات وبرامج تفاعلية، تعمل على تعريف الطلاب بخطورة الأدوية غير الموصوفة.

والثاني علاجي، يتمثل في توفير برامج مجانية للعلاج وإعادة التأهيل داخل المستشفيات العامة..

مع خط ساخن وطني يعمل على مدار الساعة لمساعدة الأسر التي تواجه حالات إدمان داخل منازلها.

إضافة إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة عن تزويد الشرطة والإسعاف والأطباء بمزيد من جرعات “نالكسون” — وهو الدواء الذي يتم استخدامه لعلاج حالات التسمم الأفيوني.
وقالت الوزيرة إن “الاستجابة السريعة يمكن أن تقوم بإنقاذ حياة كل دقيقة”،

مشيرة إلى أن توفير هذا الدواء في الميدان خطوة أساسية في الحد من الوفيات.

كما تم إشراك منظمات المجتمع المدني والجمعيات المحلية في تنفيذ المبادرة،

خصوصاً في المناطق الإقليمية التي تواجه نقصاً في الخدمات الطبية والدعم النفسي.

تحذيرات دولية واستجابات محلية

في موازاة ذلك، أصدرت منظمة الصحة العالمية تحذيراً رسميًا أكدت فيه أن أستراليا بدأت تظهر نمطاً مشابهاً لأزمة الفنتانيل في أمريكا الشمالية.

وحثّت المنظمة الحكومة الأسترالية على تشديد الرقابة على سلاسل التوريد الدوائي، خصوصاً المستورد من الخارج..

وعلى فرض قيود أكثر صرامة على وصف الأدوية المخدّرة.

من جانبها، أكدت وزارة الداخلية الأسترالية أنها تعمل مع وكالات الجمارك لتعقب شحنات مشبوهة من المواد الأفيونية التي يتم تهريبها عبر البريد التجاري.

وفي الوقت نفسه، دعا خبراء الإدمان إلى التركيز على التأهيل النفسي والاجتماعي للمتعافين.

كما أكدوا أن الوقاية المستدامة تتطلب تغييرًا في الثقافة العامة وليس فقط تطبيق القانون.

الأمل في خفض معدلات الوفاة

تأمل الحكومة أن تؤدي هذه الحملة إلى خفض الوفيات المرتبطة بالفنتانيل بنسبة 15٪ خلال العام القادم..

علاوة على ذلك تخلق وعياً مجتمعياً أوسع حول مخاطر الاعتماد على المسكّنات القوية.
كما يجري حالياً تطوير تطبيق إلكتروني جديد يتيح للمرضى التحقق من مكونات أدويتهم..

والتواصل فوراً مع الصيدلي أو الطبيب في حال الاشتباه بأي خطر.