neil

حذر نائب رئيس حكومة الولاية ووزير الشرطة تروي غرانت من ان تطرّف الشباب قد يستغرق ثلاثة ايام وان على الجالية الاسلامية ان تفعل المزيد لمجابهة التهديدات الارهابية.
وطالب غرانت من القادة المسلمين علاج مشكلة التطرّف علناً وانه على استعداد العمل معهم من اجل ايجاد الطرق الفعالة لمواجهتها.
وكان المراهق  فارهاد خليل محمد جبار قد قتل موظفاً في مركز شرطة باراماتا وقتلته الشرطة فوراً اذ تبين ان له علاقة مع اربعة اشخاص اعتقلتهم الشرطة وافرج عنهم باستثناء شخص واحد يبلغ من العمر 18 عاماً وبقي رهن الاحتجاز والتحقيق.
وقال غرانت ان الشرطة ليس في استطاعتها مراقبة كل شخص وان جبار ليس لديه سجل جنائي  ولا علم في المدرسة عنه  ولا ما يشير الى انه اصبح متطرفاً.
واضاف غرانت ان الامهات المسلمات هن مصدر كبير للشرطة وجهاز الأمن في ايقاف الجريمة.ويجب اقناعهن ان التدخل المبكر من عدم منع التطرف هو في صالحهن وصالح اولادهن. وهناك حاجة الى قادة الجالية الاسلامية اقناع العائلات اذا بلّغت عن احد اولادها بالاتجاه نحو التطرّف فلا يعني ذلك سجنه ولكن انقاذه من التطرّف والارهاب. وقال غرانت انه في الماضي عمل في جهاز الشرطة وكان زميلاً مع تشينغ الذي قتله جبار وقام بزيارة العائلة يوم الاربعاء الماضي ووصف افرادها بأنهم مستقيمون ومن افضل الناس الذين قابلهم في حياته.
ووجه الانتقاد الى رئيس الوزراء مالكولم تيرنبل بأنه لم يتخذ مبادرة القيادة  تجاه القضية اذ لم يعقد سوى مؤتمراً صحافياً واحداً منذ تنفيذ العملية الارهابية اذ لا يوجد في دائرته الانتخابية سوى 878 مواطناً يعتنقون الاسلام اي بمعدل واحد في المئة من تعداد المسلمين في استراليا.
وقال جايسون كلير الذي يقطن في دائرته الانتخابية بلاكسلاند 18،221 مسلماً ان الجالية الاسلامية قد صدمت نتيجة العملية الارهابية وهناك حاجة الى برامج مدرسية للاطفال في المدارس الابتدائية من اجل توعيتهم من مخاطر الارهاب.
ويقطن في الدائرة الانتخابية واطسون التي يمثلها النائب الفيدرالي طوني بورك 17،272 مسلماً في حين  ان 9195 مسلماً يسكنون في دائرة ريد النائب الفيدرالي الاحراري غريغ لوندي.
ووجه الانتقاد ايضاً الى رئيس الحكومة في الولاية لعدم تركيزه على القضية مع انه كان قد صرح بأن التطرّف الاسلامي في سيدني في حاجة للعلاج. والقى رئيس جامع باراماتا نائل القدومي خطبة يوم الجمعة. وقال اذا كان الشخص لا يحب استراليا عليه الرحيل. فإذا كان الشخص لا تعجبه  استراليا فيجب الا يخلق المشاكل والاضطرابات للمجتمع.
وحث القدومي في الخطبة كل شخص يلاحظ نشاطات مشبوهة في الجامع عليه البلاغ عنها للشرطة. واضاف انه ليس من المقبول اي نوع من التطرّف ولن يسمح به.
وقالت ابنة القدومي ان الجامع لا يدعم ولا يشجع اي فعل او اي تطرّف ولا يحتضن اي نوع من تلك السلوكيات بأي شكل كان.
واجرت اذاعة اس بي اس لقاءً صحافياً مع مفتي استراليا ابراهيم ابو محمد قال فيه انه لم يكن من المجدي التعليق على الحادثة قبل معرفة التحقيقات ومع ذلك فقد اصدرنا بياناً عبرنا فيه عن الحزن الشديد للضحيتين اذ فقد المجتمع الجاني والمجنى عليه. من الصعب تحديد الدوافع لقيام جبار بالعملية لأنه صغير السن.
وعلينا ان نتحلى بالثبات والصبر والرجولة على ان نتجاوز هذه المحن وعدم اللجوء الى الغضب او تدفعنا الصدمة من الحادثة الى ارتكاب ردود افعال لا بما تتمتع به استراليا من التعددية الثقافية والحضارية. ونسيج اجتماعنا موحد وما يجب السماح لاحداث صغيرة مثل التي تحدث في الشوارع ان تؤثر على النسيج الاجتماعي. واضاف المفتي ابو محمد ان الحادثة منبثقة من عدة عوامل والعلاج وتم من خلال اخذها في عين الاعتبار مثل التربية والتعليم في المدارس اذ ان القوانين تمنع ضرب الأب لإبنه وفي المدرسة تمنع حتى تأنيب الطالب فإن الدوافع هي خليط من كل هذه العوامل مثل النقص في التربية وعدم القدرة على التعامل مع الاطفال وعدم التوجه في تعاليم الدين الصحيح وانفتاح العالم على الانترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي.
اصبح لدى الطالب خليطاً من المعلومات الهائلة حيث يبدأ دور التوجيه اضافة في الرغبة الى التمرد لدى المراهق.
ويقال ان قاعات الصلاة هي بوابة  للتطرف ولكن اماكن العبادة هي مركز للطمأنينة وازالة القلق وازالة التوترات والتسامح ومصدر للمحبة ولا يمكن معالجة الخطأ بخطأ. ويجب دراسة الامر بشكل جيد اذ يجب توظيف مؤسسة العبادة سواء في المسجد او المنزل او المدرسة او في مكان العمل بالتوظيف الصحيح. اما الغاؤها بداية نحو التطرّف فهو غير صحيح.
ان الجانب الديني هام فإنن تحديد الخطب وترجمتها ولكن المشكلة في الذي ينظر اليها ويعطيها الصلاحية فهي مشكلة معقدة مثلما ان يوجد تحريف في اي شيء في العالم هناك تحريف في الدين. وهذا ما نحاول علاجه اذ يجب ان تحال الخطب الى مجلس الأئمة الذي يضم اكاديميين.
وتصريح رئيس مسجد باراماتا نائل القدومي بأن من لا تعجبه استراليا عليه الرحيل منها غير صحيح لأن استراليا لجميع الناس تتسع للجميع ولا يصح اذا اختلف شخص مع الآخر نطلب منه الرحيل.
ان الذين لا يعجبهم استراليا والنظم الاسترالية يجب ان نتعامل معهم بتعقّل حتى لا تتحوّل ظاهرة التطرّف الى ايديولوجية وعدم اعتبار الايديولوجية في استراليا  بأن تكون صدى لما يحدث في الشرق الاوسط وفي العالم العربي والعالم الاسلامي ولا ندع استيراد هذه الخلافات الينا ونصبح مصدر نزاعات وفتن.
لذلك يجب دراسة الظاهرة وليس من خلال وجهة النظر الدينية فقط ولكن من النواحي النفسية والاجتماعية والتعليم والأمن. اي انه يجب ان تشترك المؤسسات مع بعضها في دراسة هذه الظاهرة ونخضعها للدراسة العلمية ونصف علاجاً ناجعاً.
فإن مسؤوليتنا بالمطالبة من كل اسره تلحظ تغير في سلوك ابنها والميل نحو جهة معينة بأن تلجأ الينا  والتحدث معنا وتمنحنا الفرصة بالتحدث مع الابن او الابنة. نحن نقدم هذه الخدمة وما في ايدينا في هذا المجال.
ان الدوافع ليست محصورة من جهة واحدة ولكن في اكثر من مصادر ومنها الرغبة في التمرّد عند الاطفال وعمل شيء مختلف.