شهدت قطر مرة أخرى تداعيات الصراع في الشرق الأوسط، حيث أدان قادة العالم الهجوم الإسرائيلي على قادة من حركة حماس في الدوحة، معتبرين أن هذه الخطوة تشكل ضربة خطيرة لجهود وقف إطلاق النار. وأعربت وزيرة الخارجية الأسترالية، بيني وونغ، عن إدانتها للضربة، مؤكدة أنها ستجعل التوصل إلى اتفاق سلام “أكثر صعوبة” وتهدد بتصعيد أكبر للصراع في المنطقة.

وبحسب مسؤولين إسرائيليين، فإن الهجوم الذي استهدف مجمعاً تابعاً لحماس في العاصمة القطرية كان يهدف إلى اغتيال قادة بارزين، من بينهم المفاوض خليل الحية. ومع ذلك، أكدت حركة حماس أن قادتها الكبار نجوا من الهجوم. وذكرت الحركة أن الهجوم أسفر عن مقتل خمسة من أعضائها، بينهم نجل الحية، بالإضافة إلى ضابط أمن قطري. وقد دفعت هذه التطورات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقد اجتماع طارئ لمناقشة تداعيات الهجوم.

وتلعب قطر، إلى جانب مصر والولايات المتحدة، دوراً محورياً في استضافة المفاوضات الرامية للتوصل إلى صفقة سلام بين إسرائيل وحماس وإطلاق سراح الرهائن. وأشارت وونغ إلى أن الهجمات في قطر تهدد هذه الجهود.

وقالت وونغ في تصريحاتها لبرنامج “ABC News Breakfast” الأسترالي: “الحكومة الأسترالية ترى أن هذا الهجوم كان خطأً. تعلمون أن قطر كانت من الأطراف التي تسعى لوقف فوري لإطلاق النار، وتعمل مع الولايات المتحدة على عودة الرهائن. هذا انتهاك لسيادة قطر ويعرض جهود وقف إطلاق النار للخطر، ويهدد بالتصعيد”.

وعلى الرغم من محدودية نفوذ أستراليا لإنهاء الصراع، أكدت وونغ أن بلادها ستواصل العمل مع الأطراف الأخرى من أجل السلام. وأضافت: “لا يمكننا إنهاء الحرب. لكن ما يمكننا فعله هو دعم الدعوات لوقف إطلاق النار وعمل الولايات المتحدة والآخرين للتوسط في صفقة سلام”.

من جهته، أدان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الهجوم الإسرائيلي، في انتقاد نادر لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأكد ترامب أنه لم يكن له أي دور في الهجوم، قائلاً في منشور على منصته “تروث سوشيال”: “كان هذا قراراً اتخذه رئيس الوزراء نتنياهو، ولم يكن قراراً اتخذته أنا”. وأضاف: “أرى قطر حليفاً قوياً وصديقاً للولايات المتحدة، وأشعر بأسف شديد لموقع الهجوم”، على الرغم من تأكيده أن القضاء على حماس لا يزال “هدفاً جديراً بالاهتمام”. واتفق ترامب مع فكرة أن الهجوم أضر بجهود وقف إطلاق النار، مشدداً على أن “القصف الأحادي الجانب داخل قطر، وهي دولة ذات سيادة وحليف مقرب للولايات المتحدة وتعمل بجد وبشجاعة وتخاطر معنا للتوسط من أجل السلام، لا يخدم أهداف إسرائيل أو أمريكا”.

من ناحيته، قال رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن قطر “تحتفظ بحق الرد على هذا الهجوم السافر”، واصفاً الضربة بأنها “لحظة محورية” في المنطقة. ولكنه أضاف أن “لا شيء سيثنينا عن مواصلة هذا الدور (الوساطة) لجميع القضايا المختلفة من حولنا في المنطقة”.

كما أدانت كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا الغارات الجوية الإسرائيلية على الدوحة. ووصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الهجمات بأنها “غير مقبولة بغض النظر عن الدوافع”، مضيفاً أنه “يجب عدم السماح للحرب بالانتشار في المنطقة”.

بينما قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن الهجوم يهدد “بمزيد من التصعيد” في المنطقة، وكتب في منشور على منصة “إكس”: “أدين الضربات الإسرائيلية على الدوحة… يجب أن تكون الأولوية لوقف فوري لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، وتوفير كمية هائلة من المساعدات لغزة”.

وفي بروكسل، قال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، أنور العنوني: “الضربة الجوية الإسرائيلية اليوم ضد قادة حماس في الدوحة تنتهك القانون الدولي وسلامة أراضي قطر، وتهدد بمزيد من تصعيد العنف في المنطقة”.

كما وصفت الإمارات العربية المتحدة الهجوم الإسرائيلي على الدوحة بأنه “وقح وجبان”، بينما أدانت السعودية “العدوان الإسرائيلي الوحشي” على سيادة قطر.