بعد 14 شهراً من سقوطها العرضي، تعاود مراوح ملهى «مولان روج» الدوران مساء الخميس، لتحيي بذلك تقليداً عمره أكثر من 135 عاماً جعل من هذا الملهى الشهير نقطة جذب سياحية في العاصمة الفرنسية.
وذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية» أنه في تمام الساعة 22:45 (20:45 بتوقيت غرينيتش)، ستنبض هذه المراوح التي يزيد قطرها على 12 متراً، بالحياة في سماء باريس بفضل تشغيل مُحرّك كهربائي جديد كلياً مُصمَّم خصيصاً للملهى الباريسي الشهير.
وبهذه المناسبة، ستُقدم فرقة «مولان روج» عرضاً احتفالاً بعودة المراوح الخاصة بطاحونة الملهى الباريسي إلى الدوران.
في 25 أبريل (نيسان) 2024، أصبح الملهى الذي خلَّده الرسام هنري دو تولوز لوتريك، من دون مراوح بعدما سقطت خلال الليل بسبب عطل في المحور المركزي، من دون أن يتسبَّب ذلك في أيّ إصابات، في حادثة أثارت صدمة لدى سكان الحيّ ومحيطه.
وبفعل السقوط، أُزيلت الأحرف الثلاثة الأولى من اسم المكان التي كانت مثبتة على واجهة الملهى الواقع عند سفح حيّ مونمارتر الشهير في شمال باريس.
وصرَّحت إدارة الملهى المعروف عالمياً، والذي خُلّد في فيلم للمخرج باز لورمان عام 2001 من بطولة نيكول كيدمان: «لقد تأثّر ملهى (مولان روج) بشدّة بكلّ رسائل الدعم والتعاطف التي تلقّاها من جميع أنحاء العالم عقب الحادث».
وظلَّ الملهى مفتوحاً منذ الحادث، إذ استمر الزائرون في التوافد للتمتّع خصوصاً بعروض «فرنش كانكان»؛ وهي رقصة تقليدية حماسية من أوبيريت أوفنباخ في منتصف القرن الـ19.
في الخامس من يوليو (تموز) 2024، قبل أسبوع من مرور الشعلة الأولمبية في باريس، دشَّن الملهى 4 مراوح جديدة مصنوعة من مزيج من الألمنيوم والفولاذ، لكن المحرّك الجديد لتشغيلها لم يكن جاهزاً في الوقت المناسب.
من الآن فصاعداً، ستُدار المراوح يومياً من الساعة الرابعة مساءً حتى الثانية صباحاً.
وأُضيئت مراوح «مولان روج» بمئات المصابيح الحمراء والذهبية التي أصبحت مصابيح «ليد» منخفضة الطاقة. وقد اشتغلت هذه المراوح للمرة الأولى في السادس من أكتوبر (تشرين الأول) 1889، عند افتتاح الملهى.
مع 90 فناناً من 18 جنسية، يُقدّم الملهى عرضين يومياً على مدار 365 ليلة في السنة، ويجذب في اليوم ما مجموعه 1700 متفرّج، نصفهم من الأجانب.

