يقرأ نواب لبنانيون اليوم عن حدث طازج ومثير يحصل في أميركا.

ففي تحوّل غريب ولافت تشهده العلاقات الأسرية في الولايات المتحدة، حيث بدأت تنتشر ظاهرة جديدة ومثيرة للجدل: انتقال بعض الأزواج الجدد للعيش في منزل مشترك مع الطليق/ة السابق للشريك، وكل ذلك من أجل مصلحة الأبناء.

 

تهدف هذه الترتيبات المعيشية غير التقليدية، التي يُطلق عليها البعض اسم «التعايش العائلي المُشترك»، إلى توفير بيئة مستقرة للأطفال بعد الانفصال، وتقليل التوتر الناتج عن التنقل بين منزلين. وتؤكد على الأهمية المتزايدة لـ «الأبوة المشتركة» (co-parenting) بطرق غير مألوفة، حيث يضع البالغون احتياجات أطفالهم فوق رغباتهم الشخصية أو الأعراف الاجتماعية التقليدية. فبدلًا من تقسيم وقت الأطفال بين الأبوين، يبقون في منزل واحد، بينما يتناوب البالغون على الإقامة فيه، أو يعيشون جميعاً تحت سقف واحد في مساحات منفصلة.

 

وعلى الرغم من التحديات الواضحة التي قد تنشأ عن هذه الترتيبات، مثل الحاجة إلى تواصل فعال وتفاهم متبادل بين جميع الأطراف، إلا أن مؤيديها يرون أنها تقدم نموذجاً جديداً يضع مصلحة الطفل في المقام الأول، متجاوزاً بذلك التعقيدات التي تفرضها العلاقات الأسرية بعد الانفصال.

في لبنان، بما أن النواب يريدون مصلحة المواطن دائماً، طرح بعضهم مشروع قانون التعايش الوطني المشترك أسوة بالتعايش العائلي المشترك في أميركا ليدرجه الرئيس بري على جدول أعمال الجلسة المقبلة. وقد يوافق عليه بري لأنه لا يتطرّق الى قضية انتخاب المغتربين؟!.

فهناك بضعة عشر نائباً مطلّقاً أو منفصلاً ( لن نذكر الأسماء) ويعيشون في مناطق مختلفة. ويزورون نساءهم السابقات أحياناً ليتفقدوا الأولاد، قد يرون في القانون فرصة لزيارة النصف الإخر من عائلاتهم.. لكن سها عن هؤلاء أن مشروع الفانون هو لكل النواب وليس للمنفصلين فقط، لأن المواطنين في كل المناطق هم موضع اهتمامهم، وبما أن النائب في القانون هو نائب عن كل الشعب، فلماذا لا يسكن بلال عبدالله مثلاً في شاليه في البترون، ولماذا لا يعيش علي عمار مداورة بين الضاحية وجونية، ولماذا لا ينتقل سيمون ابي رميا في الصيف الى مرجعيون، وفيصل كرامي الى شبعا وزياد الحواط الى صور مثلاً كونه خبير في تنمية المدن البحرية؟!.

أمين سر مجلس النواب طلب تفاصيل أكثر عن المساكنة الجديدة في اميركا لمصلحة الأولاد (المواطنين)، وقد يكون هذا الإهتمام النيابي الداهم بالمواطنين اللبنانيين حلاً للمعضلة اللبنانية: الممانع علي عمار في جونية، والسيادي زياد حواط في صور، وربما نرى غداً ندى البستاني تلعب كرة طاولة مع غادة أيوب في كفرفالوس ( الصورة)، أليست الرياضة تجمع المختلفين؟.

برأيكم، لمن سيصفّق زياد أسود وهو ضائع بين “الممانعة والسيادية”؟!.