اذا كان الزواج هو سنّة الله ورسوله، وللزواج رباط مقدس بين اثنين اقسما بأن يكونا زوجين في السرّاء والضرّاء وينجبا ابناءً صالحين على الشريعة وما لا يخالف الله والرسل. اذاً ما هو زواج المتعة؟ ولماذا هو محرّم عند الطائفة السنيّة ومحلل عند قسم من الطائفة الشيعية؟ بمقابلة مع رئيس المؤسسة الاسلامية الشيعية الاسترالية الشيخ كامل وهبي وممثل دار الفتوى في سيدني الشيخ مالك زيدان يوجد رأيان مختلفان، الشيخ كامل وهبي يُعرّف زواج المتعة او المؤقت على انه نص نزل بالنصوص الشرعية، وامر تشريعي اساسي كأي زواج فرض في اية شريعة انما يختلف ببعض الاعتبارات عن الزواج الشرعي. اسمه الزواج المؤقت لأنه يكون لمدّة معيّنة يُحدد بين الطرفين كما اي عقد آخر، يختلف عن الزواج الآخر انه لا طلاق فيه، مجرد انتهاء المدة المتفق عليها تنتهي العلاقة الشرعية، واذا جرى حبل من خلال هذا الزواج فالولد يكون شرعياً ومعترفاً به، ويؤكد الشيخ وهبي ان على الشخص ان يكون صادقاً في زواج المتعة كما هو صادق في الصلاة. لأن زواج المتعة تشريع موجود في القرآن الكريم والسُنّة النبوية وبالنسبة للدين الاسلامي ما نزل في الوحي يبقى ثابتاً. والمسلمون جميعهم يؤكدون هذا ولكن الغلط الذي دار بينهم على انه هل بقيت قائمة مفاعيل الآية القرآنية التي نزلت في الزواج المؤقت او انها نُسخت كما هي في احكام امور اخرى كانت في الشريعة في صدر الاسلام ثم نسخت بعدها. فالمؤكد يقول وهبي ان زواج المتعة كان في عهد رسول الله وكل المذاهب الاسلامية الاخرى بقيت حتى عهد عمر، لذلك عهد ابو بكر وعمر ابن الخطاب كانت قائمة. لذلك ائمة اهل البيت عليهم السلام وعلى رأسهم الإمام علي لم يعلّق وترك الامر مرسلاً. واذا كان هناك من المسلمين الذين اخذوا بالمنع او بالحرمة فهم اخترعوا اسماء اخرى بعناوين اخرى كزواج المسيار. الشيخ مالك زيدان اما الشيخ مالك زيدان فله رأي مغاير تماماً لما قاله الشيخ وهبي، فهو يعتبر ان زواج المتعة مسألة قديمة جداً عند السنّة من اهل المسلمين، فهي محرّمة تحريماً ابدياً بإجماع من اهل السنة. فالنص القرآني يقول: «الذين هم لفروجهنّ حافظون إلا على ما ازواجهم او ما ملكت ايمانهم فإنهم غير ملومين، فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون». فزواج المتعة وبعد فترة رُزق بولد هذا الولد يعيش في بيئة تعتبره طفلاً غير شرعي. فإذا هذه المرأة متعت نفسها مع عدة رجال فما مصير هذه الاولاد الذين يأتون نتيجة زواج المتعة؟ اما عن زواج المسيار فيؤكد الشيخ زيدان انه غير متفق عليه ومتروك لأهل الاختصاص والمرجعيات الدينية. ولكن زواج المتعة فهو محرم ويعتبر باطلاً لما يترتب عليه من مفاسد والذين يستحلّونه يستحيون من انفسهم فهو ليس حلالاً على كل الطوائف الاخرى. هناك نص في القرآن ونص في كتاب اصح بعد كتاب الله عز وجل هو كتاب «صحيح البخاري» وروى البخاري عن الصحابي الجليل علي ابن ابي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه نهى عن متعة النساء. فهي كانت اصلاً في الجاهلية وعندما جاء النبي كان الناس يتبعون زواج المتعة وبقيت الى ان جاء التحريم. فالنبي لا ينطق عن الهوى ان هو وحي يوحى بأمر من الله عزّ وجلّ، وكذلك علي بن ابي طالب يقول «اذا لم يبلغه الحديث، اما اذا بلغ وفعل ذلك بالرجم يرجمه ان فعله». لا يوجد نص في القرآن يبيح زواج المتعة، ففي القرآن قول: «تمتعوا فإن مصيركم النار». وفي النهاية يشبّه الشيخ زيدان زواج المتعة او ما شابه المتعة بإستئجار البغايا. في نهاية المطاف بين زواج المتعة ومتعة الزواج فرق شاسع، فالاول وحسب رأي البعض هو تفسير لتمتع الرجل بالمرأة ورميها كما نرمي الاشياء بإنتهاء مدة صلاحيتها. اما الثانية فهي التمتع بالحياة الزوجية «الشرعية» المطابقة للقوانين الشرعية وبناء اسرة على اساس صالح وسليم.