واخيراً، وبعد نضال سياسي استمر 65 عاماً رفع العلم الفلسطيني امام المبنى الزجاجي في الأمم المتحدة، وباتت نيويورك تشهد ولأول مرّة ما اراده ياسر عرفات منذ عشرات السنين. مبروك لأبناء فلسطين الذين ما زالوا وحدهم يتلقفون الجمر ولا يستسلمون، ومبروك للإعلام المشغول عن قضية العرب الذين  لا وقت لديهم للخروج من  ازماتهم الداخلية. فالعراقيون يتبادلون تهم الفساد، والسوريون منهمكون بصورة رئيسهم مع الشقراء الروسية ماريانا ناؤمونا (16 عاماً) بطلة العالم برفع الأثقال.. واللبنانيون حائرون امام عجز سياسييهم عن حلّ قضية النفايات، والمصريون تكاد تنقطع انفاسهم وهم يواجهون الارهاب المتزايد في سيناء، والليبيون ضائعون في حروب العشائر، واليمنيون ينتظرون ما ستؤول اليه عاصفة الحزم في بلادهم، والقطريون يستعدون لاستضافة بطولة العالم في كرة القدم. لم يستحق الفلسطنيون خبراً وصورة على الصفحات الاولى للصحافة العربية وبات الانجاز الفلسطيني يحتل مساحة صغيرة من باب اللياقات وليس من باب الايمان بقضية كانت يوماً شغل العرب الشاغل؟ مبروك لفلسطين وهي ترى علمها يرفرف في بلاد العام سام وفي عاصمة اللوبي الذي لا يدرك حتى الآن ان هناك شعباً مسلوب الارض والحرية.

أنطوان القزي

tkazzi@eltelegraph.com