أنطوان القزي
السجال العنصري يجتاح المجتمعات الغربية وكأن تكدّس الجثث في فلسطين ولبنان هو مجرّد فانتازيا إعلامية.
فزعيم المعارضة الفيدرالية بيتر داتون مصرّ على منع فلسطينيي غزّة من دخول أستراليا، ليدخل في اشتباك إعلامي مع نائبة مقعد وارينغاه الفيدرالي المستقلة زالي ستيغال (الصورة) التي اتهمت داتون بالعنصرية بعد نقاش ساخن داخل البرلمان، ويسعى داتون حالياً للحصول على مشورة قانونية بشأن تعليقات ستيغال.
قالت ستيغال:» إن داتون يمارس التنمّر وترهيب الناس من انتقاد سياسته وسلوكه ويزرع الخوف. وطالبته بالتوقّف عن العنصرية.
أما في أميركا، فيخوض دونالد ترامب عنصرية من نوع آخر، وهي عنصرية شخصية بحق مرشحة الديوقراطيين كامالا هاريس.
عنصرية ترامب لا تليق بمرشّح للولايات المتحدة، كان رئيساً سابقاٌ لها، إنه عنصرية مقيتة وبغيضة وتدعو الى الإشمئزاز.
ففي بنسلفانيا، سخر ترامب من ضحكة هاريس، ووصفها بأنها «شيوعية» و»مجنونة». كما انتقد صورة لهاريس على غلاف مجلة تايم، وأصر على أنه «يبدو أفضل منها وأجمل؟!.
للصحفيين السود بشيكاغو- عمّا إذا كانت هاريس فعلا «سوداء»، وتهكّم قائلا «لم أكن
أعرف أنها سوداء حتى قبل سنوات عدّة عندما حدث أنها أصبحت سوداء».
وتابع «أنا أحترم الفئتين، لكن من الواضح أنها لا تفعل ذلك، لأنها كانت هندية طوال الوقت ثم فجأة قامت بالالتفاف وأصبحت سوداء».. وهو ما أثار موجة من الاستياء لدى الصحفيين والجمهور الذي حضر اللقاء.
وفي شيكاغو، تساءل ترامب مجدداً عما إذا كانت منافسته الديمقراطية كاملا هاريس «هندية» أم «سوداء» في مقابلة مثيرة للجدل في أكبر تجمع سنوي للصحفيين السود في البلاد.
وفي فلوريدا، وصف ترامب نائبة الرئيس كامالا هاريس بأنها «لا تحب اليهود و خانت إسرائيل حليفة أميركا».
وفي لقاء آخر،هاجم دونالد ترامب كامالا هاريس معتبراً أنّها دمرت الاقتصاد والحدود ونشرت الفوضى والدمار، محذّراً من أنّ أسواق الأسهم ستتهاوى في حال فوزها.
ويواجه ترامب انتقادات عنيفة بسبب إهاناته المتكررة للمنافسين، مما دفع كبار قادة الجمهوريين إلى تحذيره من أن هجومه الشخصي على هاريس يمثل استراتيجية خاطئة وقد تؤدي إلى هزيمته في الانتخابات بدل فوزه!
فهل يكون أسلوب ترامب التدميري سبباً في خسارته؟!.
علماً أن ترامب أكّد أنّه سيعيد الحلم الأميركي وسيهزم هاريس ويستعيد بلده.