عائده السيفي/سدني
تألق المخرج الكبير عباس الحربي في مسرحيته الأخيرة كمؤلف ومخرج للعمل. لقد أبدع في تصوراته الإخراجية وسخر كامل خبرته لإنجاز هذا العمل الكبير ، مسرحية سفر التكوين. إنها قصائد وأبيات شعرية للشاعر الكبير عبد الرزاق عبد الواحد أبدع في كتابتها كنص مسرحي ولأول مرة تمثل بهكذا جمال وروعة المشاهد من قبل فنانين قد وضعوا كل إمكانياتهم الفنية لأكتمال العمل من خلال هذه المسرحية الملحمة الجبارة لسفر
التكوين حيث جسدت أروع صورها تمثيلا
“ وإخراجا” بحيث كان العمل جميلا”بمفرداته الشعرية بمكوناته الرائعة ولا ننسى جمالية الديكور الذي تمثل بشكل سفينة نوح كان تصميمه يوحي لك بحقبة تاريخية زمنية لها أحداث مروعة خلدها التأريخ والخطيئة الكبرى التي ارتكبها قابيل ضد أخيه هابيل وأصبحت البشرية المجردة من إنسانيتها منذ ذلك الحين تنهش في بعضها البعض والصراع الدائم والمستمر بين الشر والخير ومسرحية سفر التكوين هي رسالة بحد ذاتها تنبذ الشر والعنف بنصرة الخير عليه لإبرام الحب والسلام بدلا
من الأحقاد والضغائن والقتل وهدر الأنفس الذي روع البشر بها منذ ذلك اليوم والمثل القائل (لما قامت عصاة النبي نوح ولحد الآن ) من حروب ودمار شامل ولكن الذي بداخلنا وأعماقنا كأناس مسالمين يوهبون المحبة والطمأنينة للجميع لنعيش بسلام وأمان في بقاع الأرض لنا ولأجيالنا القادمة نرسم لهم خريطة الطريق ليسعدوا وينالوا السلام والوئام في حياتهم إنشالله
المخرج عباس الحربي من مواليد 1951 العراق ذي قار الحبيبة في سبعينيات القرن الماضي تخرج من معهد الفنون الجميلة عمل معلما” فاضلا
“ في سلك وزارة التربية تدرج الى مشرفا” تربويا” فنيا”
كتب العديد من المسرحيات والمسلسلات والأفلام وأخرجها له تأريخ مشرف في الإبداع والتألق يتمتع بالشجاعة والقوة وأحيانا تنتابه نوع من القسوة والعصبية لمصلحة العمل وسرعان ما يهدأ ليعطي المجال أكثر وأكبر للمقابل أن يتركه يبدع من ذاته لأنه المعلم الصارم والحازم بنفس الوقت لكنه طيب القلب وله شخصية لها مزاياها مصمم حاسم يمتاز بالقيادة الفذة خياله واسع جدا” لديه الكثير من الأصدقاء والمحبين غادر العراق عام 1999
كتب وألف عدة مسرحيات وتم إخراجها ومثلت هنا في سدني منها الدب الأحمر والصندوق الأسود وغيرها العديد وأخيرها وليس آخرها هي مسرحية سفر التكوين للشاعر الكبير عبد الرزاق عبد الواحد
إستاذ عباس ما هو شعورك وأنت تتلقى التهاني بنجاح مسرحية سفر التكوين ؟
ليس غريبا على المجتهدين من الممثلين ان يحصدوا التهاني فعلا كان فريقاً متفانياً واعترف اني كنت قاسياً بعض الشيء في التمارين واظن ان الامر كان يستحق ذلك لكن اللياقه العاليه التي تمتع بها الممثلون اوصلتنا إلى بر الأمان وهذا مفتاح لأعمال أخرى إذ كان الأمر مفرحا في زمن ضاع فيه مسرح المهجر
ماهو جديد عباس الحربي هل بالأفق مسرحية أخرى تستعد لها؟
بعد التفرغ من عروض سفر التكوين هناك عدة مشاريع منها مسرحية الاختيار ومستحيه صفائح المتنبي نتمنى أن نوفق في إنجازها وهي أعمال ليست بالسهله تحتاج إلى جهد مضاعف وتركيز على اللغه ومعانيها
تمنياتنا لمخرجنا الكبير عباس الحربي وطاقم التمثيل والفنيين والأعلاميين الذي عملوا بدون كلل أو ملل لإنجاح هذا العمل الكبير ولأعمال أخرى قادمة إنشالله ومن نجاح الى نجاح آخر يتبعه ومن تألق إلى تألق آخر يسبقه وبالتوفيق للجميع في أعمالهم القادمة انشالله
وشكرا”