من بغداد إلى سدني طريقٌ محفوفة بالعطاءات والشهادات التقديرية

 

 

 

 

 

 

 

طبيب جراح في الطليعة في مجال تخصصه ، بروفسور في جامعتي نيوساوث ويلز وماكواري، ، كان الوجه الأنشط في التوعية زمن الكوفيد في اوساط الجالية، حصل على العديد من الدروع وشهادات التكريم من ميدالية أستراليا الى رجل العام مروراً بالكثير من الجوائز التقديرية.
لم يكتفِ د. أحمد الر بيعي بحمل المبضع وسماعة الطبيب، بل امتشق اليراع وعشق الكلمة وهو الذي بدأ كتابة الخواطر على مقاعد الدراسة ليترجم في ما بعد اربعة كتب أشهرها كتاب «سنة 1984» للكاتب الانكليزي جورج أورويل» وليضع كتاباً عن «الذاكرة أمراضها وعلاجاتها”.
ألى ان أرسى واحداً من أهم الصروح الثقافية في الإغتراب ليس العراقي وحسب بل العربي، أعني به منتدى الجامعيين العراقي الأسترالي الذي استتبعه بمنتديات وملتقيات وجمعيات ثقافية.
د. الربيعي الذي يجيد لعبة اليراع والمبضع هو نموذج يحتفي به أبناء الضاد ويفخرون بأمثاله.
وُلِد د. أحمد الربيعي في بغداد وتخرج من كلية الطب في جامعتها سنة 1979.
غادر العراق سنة 1991 الى إيران بسبب تدهور الأوضاع في كردستان التي أقام فيها أقل من سنة وتوجه الى إيران التي كانت المنفذ الوحيد المفتوح واضطر ان ينتقل إليه وفي جنوب ايران مارس الطب بين سنتي 1991- 1994 حيث يتواجد عدد كبير من العراقيين الذين تركوا الأهوار بعد إنتفاضة آذار سنة 1991.
بقي الربيعي في إيران سنتين وثمانية أشهر بعدها قدم طلب لجوء الى استراليا وحصل على التأشيرة بعد ثلاثة أشهر ووصل الى استراليا في أواخر سنة 1994.
أقام أولاً في أوبرن، وبعد أقل من أسبوع بدأ السعي الى معادلة شهادته. وقرأ في إحدى الصحف ان هناك ماستر في الطب في جامعة نيو ساوث ويلز، فتوجّه إليها فوراً وطرق الباب، وسألته السكرتيرة هل لديك موعد، قال لها :»لا، بل أريد رؤية مسؤول الكُورس»، وقال لها «أخبريه ذلك». وفور إبلاغه قال لها المسؤول :» فليدخل”.
دخلت وأخبرته قصتي، وسألني ماذا تريد، قلت له أريد الإلتحاق بدورة الماستر، وسألني، هل التحقت بدورات في اللغة الإنكليزية، فقلت له أنه مضى على وجودي في استراليا ستة أيام فقط، فقال لي: «إذن إذهب واستمتع بسيدني لمدة شهرين ثم عد الى هنا”.
بعد ايامة إكتشفت ان على ألاطباء المحصلين علومهم خارج أستراليا معادلة شهاداتهم أولا ، وبعد أسبوعين إكتشفت ان هناك دورة للتحضير لإمتحان اللغة الإنكليزية لمعادلة الشهادة ( OET)
في جامعة سيدني للتكنولوجيا «يو تي إس”.
كان هناك شخص من آل سميث يدير الدورة، فتوجهت إليه أثناء الإستراحة وأبلغني ان الدورة تنتهي بعد أسبوعين وهي عشرة أسابيع أصلاً.

قلت له، أنا أحتاج فقط الى أسبوعين، دعني ارجوك أن أكون مستمعاً، وهذا ما حصل.
عدت الى المنزل، إشتريت مسجلاً ورحت أحسّن لغتي سمعاً ومحادثة، وخضعت للإمتحان ونجحت من المرة الأولى. علماً انه كان لديّ إلمام باللغة الإنكليزية لأن إختصاص الطب في العراق هو بالإنكليزية قراءة كتابة.
بعد بضعة شهور تقدمت للإمتحان النظري للمعادلة فعبرته من المحاولة الأولى ،
بعد نحو أربعة أشهر قدمت إمتحان المعادلة العملي وعبرته أيضاً، أي أنجزت كل مستلزمات المعادلة مع المجلس الطبي الاسترالي خلال سنة .
أول عمل قمت به كطبيب كان في مستشفى وولونغونغ نهاية سنة 1995 لفترة سنة وبعدها بدأت مرحلة التخصص.
بين سنتي 1997- 1999 عملت في مستشفى سانت جورج ثم في مستشفى برنس أوف ويلز كمتدرب للإختصاص.
تقدمت الى إمتحان الكلية الملكية الاسترالية النيوزيلاندية لأخصائيي الباطنية سنة 2000.
بين سنتي 2000- 2003 أنجزت التدريب في إختصاص الجهاز الهضمي والناظور، وحصلت على عمل اخصائي في مستشفى بانكستاون منذ سنة 2004 ولا أزال.
سنة 2009 سافرت الى اليابان للدراسة والتدريب في حقل المداخلات الناظورية المتقدمة بدعوة من جامعة « جيجي» اليابانية والشركة المتخصصة بصناعة أجهزة هذه النواظير .
كما التحقت في عام 2018 بجامعة « سانچينارو» في مدريد في دورة تدريبية على معالجات السمنة عبر المداخلات الناظورية
“جامعيا وأكاديميا”
بدأت التدريس في جامعة نيو ساوث ويلز محاضراً ثم أصبحت بروفيسوراً في ذات الجامعة حيث لا أزال أدرّس في كلية الطب.
سنة 2022 استضافتني جامعة ماكواري للقيام بالمداخلات الناظورية المتقدمة ولألتحق بكادرها الاكاديمي.
لدي عيادة في بانكستاون منذ سنة 2004.
حصلت على درجة بروفيسور في جامعة نيو ساوث ويلز منذ سنة 2019 وحائز على درع نيو ساوث ويلز سنة 2018.
سنة 2019 حصلت على ميدلية استراليا
OAM.
في ذات السنة حصلت على لقب (ليفربول هيرو). سنة 2020 حصلت على درع الإنسانية في نيو ساوث ويلز.
سنة 2021 تسلمت جائزة
“Zest Award”
التي قدمت للجمعية الطبية الاسترالية العراقية النيوزيلاندية تقديرا لجهودها الاستثنائية في مواجهة جائحة كورونا.
سنة 2023 حصلت على لقب «رجل العام» في ليفربول.
تأسيس» منتدى الجامعيين العراقي الاسترالي “ سنة 2005 بدأ ما يشبه الحرب الأهلية في العراق بين الميليشيات الطائفية، وكان لها اصداء وانعكاسات قوية على جاليتنا امتدت حتى إلى تفصيلات الحياة الاجتماعية .
مدفوعين بالرغبة لمواجهة ماساد من أجواء وتوترات في اوساط الموزائييك العراقي إتصلنا بمجموعة من الأكاديميين وعرضنا عليهم فكرة المنتدى ووافقوا. وكنا نلتقي في نادي الماونتنز ورحت أبحث عن دساتير لجمعيات مختلفة،
وسرعان ما أنجزت الدستور وإنطلقنا بنحو أربعين عضواً من كل الطوائف.
“ جمعية الاكاديميين العراقيين في أستراليا ونيوزلندا “
سنة 2016 تم تأسيس جمعية الأكاديميين العراقيين في استراليا التي ضمت هي الأخرى اكاديميين من كل الوان الطيف العراقي الجميل ،والتي نظمت العديد من السيمنارات والمحاضرات الاكاديمية ثم أصدرت مجلة «الأكاديمي» سنة 2019 والتي صدر منها حتى اليوم 51 عدداً شهرياً.
“ الجمعية الطبية العراقية الأسترالية النيوزلندية
سنة 2019 اسسنا الجمعية الطبية الاسترالية من رحم « لجنة الأطباء» في منتدى الجامعيين ، وقد جمعت الجمعية الغالبية الساحقة من الاطباء العراقيين في أستراليا وصار لها فروع في الولايات الأسترالية المختلفة،
سنة 2022 تأسس «الملتقى الأكاديمي» الذي جمع الاكاديميين من العراق ولبنان وفلسطين والاردن سوريا والذي يعمل بالتنسيق مع جمعية الاكاديميين العراقيين في الثقافة
كان إهتمامي كبيراً ومبكرا بالثقافة منذ كنت على مقاعد الدراسة الابتدائية، وكنت أكتب ما يشبه الخواطر والمحاولات الشعرية وكذلك التراجم العلمية في المرحلة الثانوية و الجامعية .
وكنت في مرحلة الباكالوريا حصلت على معدل عالٍ وحللت في المرحلة الرابعة في العراق في امتحانات البكالوريا سنة 1972. وكان جيلنا عاشقاً للثقافة نقرأ للروائيين العالميين والعرب مثل آرثر ميلر وهمنغواي وحنّا مينا وسواهم وأنا كنت عاشقاً للأدب.
تقدمت في البداية الى قسم اللغة الإنكليزية في كلية الآداب في جامعة بغداد، لكن والدي فرض علي أن ادخل الكلية الطبية خلافا لرغبتي ( رغم ادراكي لاحقا أنه كان محقا في رفضه).
سنة 1984 كنت أقرأ عن الأدب الإنكليزي وقرأت مقالاً صغيراً في مجلة ألف باء البغدادية يقول: «هذه السنة هي سنة تنبؤ أورويل عمّا سيحدث سنة 1984» في رواية اسماها 1984، وهي من نوع الخيال السياسي الأسود كتبها سنة 1948. يتنبأ فيها أورويل ان العالم سيتحول الى ثلاث إمبراطوريات كبرى يُجسَّد الأخ الكبيرفيها طغيان النظام.
ترجمت رواية اورويل الى اللغة العربية بعدما حصلت على نسخة منها وجدتها في المركز الثقافي البريطاني في بغداد. وفي أجواء جحيم الدكتاتورية التي كانت تحكم العراق وقتها وجدت في تلك الرواية وصفا فوتوغرافيا لما كنا نعيشه نحن العراقيين في جحيم الارهاب والحرب حينها.
بدأت الترجمة بالمرور على كتاب في قواعد اللغة العربية وٱخر في قواعد الترجمة .
صدرت الطبعة الأولى بإسم أحمد عجيل سنة 1984 عن دار النشر العالمية لصاحبها الفقيد الأديب والصحفي جاسم المطير وكانت بخط يدي ( كانت الٱلة الطابعة ممنوعة في عهد صدام)أخذها مني بعدما اطلع عليها وأعطاني 500 دينار عراقي كما أعطاني 25 نسخة للكتاب .
بعد مرور الزمن، وبعد إسقاط صدام، سنة 2003 وعودتي إلى العراق سألت الأصدقاء أثناء زيارتي الى العراق عن الرواية، قالوا انها إنتشرت بشكل واسع ونفدت كل نسخها، وراحوا ينسخونها، وسألوني لماذا تسأل؟، قلت لهم أنا مترجمها. قالوا يجب ان تطبع طبعة ثانية بإسمك الحقيقي .وقد تم ذلك فعلا حيث صدرت الطبعة الثانية سنة 2017 من قبل دار ميزوپوتاميا ،التي تم تغييب صاحبها الناشر مازن لطيف على يد المليشيات الطائفية .
ثم ترجمت للروائي الأميركي التقدمي المعروف جون شتاينبك روايته « عن فئران ورجال» ثم طُبعت أيضاً سنة 1986.
سنة 1988 ترجمت كتاب «الجمال الكامل» عن مؤسسة «فوغ» واستعرضت مفهوم الجمال فلسفياً وشكلياً من بدايات التاريخ وصولا إلى ٱخر أيقونات الجمال وقتها ، الأميرة ديانا.
ثم وضعت كتاب الذاكرة أمراضها وعلاجاتها الذي صدر عن دار الهدى في بيروت سنة 1992.
كما ترجمت كتاب «من دار الحرب» لمراسل البي بي سي في بغداد خلال إنتفاضة آذار على صدام وحرب الخليج الثانية سنة 1991، وأنهيت الترجمة سنة 1992 لكني للأسف لم أحصل على نسخة منه.