بقلم د. ابراهيم حنا – سدني
سألت هذه الأرض!!
إلى أين تسير دروب السنديان!
وإذا بالعواصف تردد!
انهكتني أغصانها!
وخسرت الصراع!!!
وما استطاعت عيناي أن ترى!
غصنا! إنكسر!
وكان ظني انا العاصفة!
وإذا بالسنديان يعلمني!
هذا صراع البقاء في تاريخ الشجر!!
إلي أين تسير دروب البيلسان!
يا امي الأرض!
ؤإذا بالهواء يحمل دندنة نيسان!
إلى آذان الوديان!
قائلا!
إلى من يعشق العطر!
من البشر!!
ومن زينني بهذا اللون!
لم يخف خجلي! حين امتع نظري!
برداء شقاىق النعمان!
ويا ترى من أعطاها هذه الألوان!
اهي الشمس أو الهواء! أو السماء!
ام المطر!!!
إلى من تتمايل خصور النخيل!
راقصة على ضفاف الرمال!
تحاور الأجيال!
تتباهى تحت الشمس!
وتغازل النجوم والقمر!!!
إلى أين تذهب دروب الزيتون!
يا ارض! من الذي كان!
اشجار تقدست بقدسك!
وشاخت! لتقول!
انا ولدت قبل الزمان!
وما اخافتني! كوارث القدر!
جلجلني الرعد! بعد أن سقطت!
فوق ترابي كل الهياكل!
وسمعت التاريخ ينادي!
هذه الأرض هي ام الجلاجل!
كم من الآخات! إختنقت,!
قبل أن تولد من أرحام الحناجر!!
حين ضاقت بها صدور احفادي!
من طعن الخناجر!!
وها اسمي يمتد من معطف الازمنة!!
من تؤأم التشارين!
يندح صداحا!
انقى من كل النابحين؟
لأسمع صوت الفجر مصبحا!
الى اين! يا ارض!!!
تصل دروب الياسمين!
إلى أين هذه الشواطئ تتغاوى!!!
ومن خلفها يتعانق الليمون!
فوق فراش البساتين!!
وإذا بامواج البحار تقبل أقدامها!
مودعة إلى ما وراء!! ما لا تراه العيون!!
هي دروب الارض تتضرع!
كي يعود إليها كل اللاجئين!
هي الريح تمزق!
كل اكاذيب الصحف العالمية!
وتهزا! من كلام اثقل حرف النون! نومأ!!
نستنكر! ننددد! وكي ندين!!!!
كل الدروب تتسابق!!!
علها تقبل اقدام قوس القزح!
وعند المفارق!
طفل يرمي حصاه!
المغسول بدمعه!
المصبوغ بدمه!
في غبار الدمار!
وبين الركام يفتش عن الفرح!!!
الى اين! يا ارض!
تتسابق هذي الدروب!!!
وكيف لا تخاف من الخطر!
حين تقفل الشمس عند الغروب!!
ولما لا تصاب بالارهاق!
بعد طول السفر!!
يا ولدي! انا الارض!
رافقت الشمس والليل! منذ طفولتي!
تنفست الهواء!
وشربت ما حملته الغيوم!!!
من مطر!
ومن شرنقة الموت! ولدت! مع البرق!
ضد ما نسميه قدر!!!
هو يهوذا يبني ممالكه!
يدفع ثمن مائدة العشاء السري!
من أموال الفقراء!
ثمن الخيانة!!
لاشباع الأغنياء!!
مستمتعاا بصراخ اليتامى الجياع!
ومن حول الموائد ذئاب وضباع!
وإذا بتجار الهيكل!
يرمون التاريخ بحجر!!
انا الأرض!! عيناي
شهدت كل الحروب!
وعلى ترابي !!
وطأت اقدام الشهداء!
مودعين!
بالدموع والدماء!!
فوق دروب! السنديان والياسمين!!!
هنا ارض القيامات!
ها هي الأرض تدعو أولاها الطيبين!!
وتخلع عنها إطار الصور!
وتعلن موت المعاهدات والقرارات!
بين حكام وملوك عابرين!
سماسرة الحرب الحاكمين!
هي الأرض التي دروبها!
غدت حجة المقاومين!!
ها قد إنتحر يهوذا! !
ونفضت عنها الرماد والغبار!
حاملة خابية من الدم!
وخمس أرغفة من الكلمات!
وابعدت مخالب الذئاب عنها!!
تنثر زغاريد عرس قيامتها!
راقصة في مآتم الشهداء!
وها هي الان تنشد مع الدروب!
انتصار الحياة!!
د علي اليسوعي