ابراهيم الزعبي
مدير إذاعة الصوت الإسلامي

اغادر لبنان بعد قضاء شهر كامل هي المدة الاطول التي أمضيتها مستمتعا بربوعه منذ هجرتي إلى استراليا. هذه المرة رأيته عن كثب وتمعنت فيه بعين العاشق الغارق في بحر الحب حتى الثماله . رأيت شماله وجنوبه وشرقه وغربه وتأكدت بان الله سبحانه وتعالى خصه بمسحة جماليه عزّ نظيرها وقل مثيلها لولا ان شوَّهه بعض ابنائه من الطغاة البغاة مصاصي الدماء عشاق النهب والسرقة والابتزاز .لبنان هذا بقليل من الإرادة وكثير من العزم والتصميم والوفاء والإخلاص يمكن وبسرعة البرق ان يعود إلى سابق عهده القديم ملاذا للباحثين عن السياحة الفريدة في ظل الطبيعة الخلابة وملجئاً لعشاق الجمال السرمدي الخالد الذي لا مثيل له على سطح هذا الكوكب . حرام والف الف حرام ان يتسلط على لبنان حكام لا يراعون في الله الاَّ ولا ذمة . نهبوه وامعنوا في نهبه وحلبوه حتى جفت آخر نقطة حليب في ضرعه ولولا ان هناك شعب مثابر يعيش فيه مصر على الحياة ومواظب على التصميم لمتابعة العيش بعزة وكرامة لانتهى منذ امد بعيد . اترك لبنان موجها شكري لكل من اكرمني واستقبلني وأحسن ضيافتي . اترك لبنان وفي قلبي حرقة ربما لا يطفئ جزوتها إلا عودتي إلى إستراليا البلد الذي ارتضيت العيش فيه كريما عزيزا حراً أبيا آملا ان أعود الى لبنان في قابل الايام وقد تحقق حلمي برؤيته متفوقا على استراليا من كل جانب وناحية وليس ذلك على الله بعزيز..