تصدر اليمين الفرنسي المتطرف بقيادة جوردان بارديلا الاحد، بفارق كبير نتائج الدورة الاولى من الانتخابات التشريعية التاريخية في فرنسا، وقد يصل الى الحكم للمرة الاولى في ظل الجمهورية الخامسة، وفق تقديرات اولى لمراكز استطلاع الرأي.
وبحصوله على ما بين 34,2 و34,5 في المئة من الاصوات، تقدم التجمع الوطني وحلفاؤه على تحالف اليسار (الجبهة الشعبية الوطنية) الذي حصد ما بين 28,5 و29,1 في المئة من الاصوات، فيما حل معسكر الرئيس ايمانويل ماكرون ثالثا (20,5 الى 21,5 في المئة) في هذا الاقتراع الذي شهد مشاركة كثيفة.
أما الجمهوريون (يمين) الذين لم يتحالفوا مع اليمين المتطرف فنالوا عشرة في المئة.
والتوقعات الاولى لعدد المقاعد في الجمعية الوطنية تشير الى ان التجمع الوطني وحلفاءه سيحصدون غالبية نسبية كبيرة وربما غالبية مطلقة بعد الدورة الثانية المقررة الاحد المقبل.
وقال ايمانويل ماكرون في تصريح مكتوب وزع على وسائل الاعلام في الساعة 20,00 «في مواجهة التجمع الوطني، إنه الآن وقت تحالف واسع يكون بوضوح ديموقراطيا وجمهوريا في الدورة الثانية».
واشاد ب»المشاركة الكبيرة التي تظهر أهمية هذا الاقتراع بالنسبة الى جميع مواطنينا وارادة توضيح الوضع السياسي»، مضيفا ان «خيارهم الديموقراطي يلزمنا»، وذلك بعدما جمع رؤساء احزاب يمين الوسط الذين يحكم معهم منذ 2017.
من جهتها، اكدت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن ان «معسكر ماكرون تم محوه عمليا»، معلنة اعادة انتخابها من الدورة الاولى في دائرتها با-دو-كاليه بشمال البلاد.
ورفض حزب الجمهوريين (يمين محافظ) الذي حصل على نحو عشرة في المئة من الاصوات في الدورة الاولى من الانتخابات التشريعية في فرنسا بحسب أولى التقديرات، دعوة ناخبيه الى التصويت ضد التجمع الوطني اليميني المتطرف في الدورة الثانية.
وقالت قيادة الحزب في بيان «حيث لن نكون موجودين في الدورة الثانية، وبالنظر الى ان الناخبين أحرار في خيارهم، لن نصدر تعليمات وطنية، وسنترك الفرنسيين يعبرون استنادا الى ضمائرهم». واعتبر النائب الاوروبي عن الجمهوريين فرنسوا كزافييه بيلامي ان «الخطر الذي يهدد بلادنا اليوم هو اليسار المتطرف».
وفي معسكر اليسار، اعلن المدافعون عن البيئة والاشتراكيون والشيوعيون انهم سينسحبون اذا كان ثمة مرشح آخر في موقع افضل للحؤول دون فوز التجمع الوطني.
وصب موقف رئيس كتلة اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون في التوجه نفسه عبر إعلانه انسحاب مرشحي اليسار الذين احتلوا المركز الثالث الاحد.
ومع احرازه افضل نتيجة في تاريخه في الدورة الاولى من انتخابات تشريعية، لدى التجمع الوطني أمل كبير بالحصول على غالبية نسبية او مطلقة في السابع من تموز.
وفي حال بات رئيسه جوردان بارديلا رئيسا للوزراء، ستكون المرة الاولى منذ الحرب العالمية الثانية تحكم فيها حكومة منبثقة من اليمين المتطرف فرنسا. لكن رئيس التجمع الوطني سبق ان اعلن انه لن يقبل بهذا المنصب الا اذا نال حزبه الغالبية المطلقة.
وكرر بارديلا الاحد بعد صدور اولى التقديرات انه يريد ان يكون «رئيسا للوزراء لجميع الفرنسيين»، مشددا على ان «الشعب الفرنسي اصدر حكما واضحا».
وسيفضي الامر الى تعايش غير مسبوق بين ماكرون، الرئيس الحامل للمشروع الاوروبي، وحكومة أكثر عداء للاتحاد الاوروبي.
ووالسيناريو الثاني الممكن هو جمعية وطنية متعثرة من دون إمكان نسج تحالفات في ظل استقطاب كبير بين الاطراف، الامر الذي يهدد باغراق فرنسا في المجهول.
وفي ختام هذا اليوم الانتخابي الذي شهد اقبالا كثيفا على مكاتب الاقتراع، يتوقع الا تقل نسبة المشاركة عن 65 في المئة، وفق مراكز الاستطلاع.
وفي مكاتب الاقتراع، لم يخف عدد كبير من الناخبين قلقهم حيال هذه الانتخابات المبكرة.
وقالت روكسان لوبران (40 عاما) في بوردو (جنوب غرب) «اود أن استعيد الهدوء لأن كل شيء اتخذ منحى مقلقا منذ الانتخابات الأوروبية».
وقال الشرطي كريستوف (22 عاما) في سان اتيان إنه قلق بشدة حيال انتخابات «ستؤدي الى مزيد من الانقسام في صفوف الشعب».