تراجع رئيس الوزراء طوني آبوت عن موقفه نحو ازمة تدفق اللاجئين السوريين على اوروبا واعلن خطة زيادة عدد قبول اللاجئين على اسس انسانية من 13،750 لاجئاً الى 18،750 لاجئاً مع حلول العام الماضي 2018 – 2019 منهم السماح لدخول 5000 لاجئ سوري.
ولكن آبوت ينتظر رجوع وزير الهجرة بيتر داتون في اجتماعه مع المفوض العالي للاجئين للأمم المتحدة قبل ان يصل آبوت الى قرار نهائي في هذا الشأن دون ان يحدد العدد الذي سوف تقبله استراليا.
وقد اجرى مجلس الوزراء الحوار حول القضية اذ طالب كبار الوزراء بزيادة عدد قبول اللاجئين السوريين وهناك رأي اتباع ما قامت به استراليا بقبول 4 آلاف لاجئ من كوسوفو عام 1992 وارسالهم ثانية الى بلدهم بعد انتهاء الصراع هناك.
ولكن يبدو ان الخطة لن تنجح لأنه من المتوقع ان تطول الحرب الاهلية في سوريا ولن يتمكن اللاجئون السوريون الرجوع الى سوريا.
وقال النائب في مقعد غرب سيدني غريغ لاندي الذي يوجد فيه عدد كبير من المهاجرين في منطقته الانتخابية انه يمارس الضغوط على مجلس الوزراء من اجل تغيير السياسة وقبول المزيد من اللاجئين.
وقال آبوت ان استراليا سوف تتدخل للمساعدة اذ ان النساء والاطفال في مخيمات اللاجئين خصوصاً الذين ينتمون الى اقليات مضطهدة يستحقون تعاطف استراليا معهم.
واعلن آبوت في البرلمان ان حكومته مهتمة بهذه الازمة وسوف تقبل عدداً كبيراً من اللاجئين السوريين خلال هذا العام.
غير ان زعيم المعارضة الفيدرالية بيل شورتن دعى الحكومة الى استقبال 10 آلاف لاجئ من سوريا ومنح مئة مليون دولار لجهود الاغاثة.
وطلب شورتن بعقد اجتماع طارئ للحكومة الفيدرالية والمعارضة وحكومات الولايات والمعارضة وتنظيمات اجتماعية ودينية لرسم خطة عملية بقبول استراليا 10،000 لاجئ سوري اضافة الى العدد المقرر من برنامج دخول اللاجئين على اسس انسانية من اجل المساهمة في حل الازمة في سوريا ذلك قبل ان تظهر نتائج
واقترح رئيس حكومة الولاية مايك بيرد ان تستقبل استراليا 10 آلاف لاجئ اضافي وان ولاية نيو ساوث ويلز مستعدة للمساهمة في اكبر عملية نزوح وتهجير للاجئين منذ الحرب العالمية الثانية ويمكن للولاية ان تساعد في التخفيف من الازمة العالمية.
واقيمت ليلة الاثنين مسيرات تحمل الشموع من سيدني وملبورن وبيرث وادلايد تضامناً وتعاطفاً مع اللاجئين تطالب بقبول استراليا عدداً اكبر من اللاجئين السوريين شارك فيها آلاف الاشخاص الذين اضاؤوا الشموع . فقد اقيمت التظاهرات في انحاء البلاد مثل سيدني حيث غصت حديقة هايد بارك بالآلاف من المواطنين حاملين صور الطفل الكردي آيلان شنّو.
ومن ناحية اخرى دعا رئيس اساقفة الكنيسة الكاثوليكية في سيدني انطوني فيشر الحكومة الاسترالية اعطاء الاولوية الى دخول اللاجئين السوريين المسيحيين وخصوصاً الهاربين من اجرام الدولة الاسلامية.
كما انضم النائب الفيدرالي الليبرالي أوين جونز مع نواب آخرين مطالباً حكومة آبوت بقبول عشرات آلاف اللاجئين السوريين، لكنه قال ان على وزير الهجرة ان يقرّر منح هؤلاء تأشيرة دخول مؤقتة او منحهم اقامة دائمة.
واعرب عن اعتقاده انه بامكان استراليا قبول عدد يتراوح بين 30 و50 الف لاجئ.
وقال جونز ان الناخبين في منطقته (هربيرت في كوينزلاند) هم على استعداد لقبول بعض اللاجئين. واعلن تحوّلاً في مزاج المواطنين وفي مشاعرهم قد ظهر نتيجة لصورة الطفل الكردي الذي غرق في تركيا.
لكنه لفت امام البرلمان ورداً على اسئلة حزب العمال ان الحكومة ستقبل عدداً لا يستهان به، وان الحكومة قررت ذلك منذ مدة .
وتجدر الاشارة ان نداء نائب كوينزلاند جونز جاء بعد مطالبة النائب الاحراري غريغ لاندي والنائب راسيل برودبانت ان تقوم الحكومة بمؤازرة اللاجئين السوريين والمساهمة في معالجة ازمة اللجوء الحالية.
وكان مساعد وزير الخزانة جوش فرايدنبيرغ قد اشار اليوم الى مثال سابق اتخذته حكومة جون هاورد عندما قبلت 4 آلاف لاجئ من كوسوفو تحت تأشيرة الملاذ الآمن في اواخر 1990. وكان هؤلاء ملزمون علىالعودة الى بلادهم بعد قضاء مدة 3 اشهر في استراليا ولم يكن يحق لهم التقدم بطلب الاقامة الدائمة.
غير ان رئيس مجلس اللاجئين في استراليا بول باور لا يحبذ تأشيرات الملاذ الآمن، لكنه لفت ان هذا الحل يبقى افضل من ألا نعمل اي شيء آخر. وقال ان فرص عودة هؤلاء الى بلد مهدّم وآمن حيث لا يمكن الآن الثقة بأي  طرف من الاطراف قد تأخذ سنوات طويلة. وهذا ما وافق عليه النائب الاحراري اوين جونز اذ قال ان عملية اعادة البناء واصلاح النظام في سوريا وفرض مناخ قابل للعيش في ظله قد يأخذ اكثر من جيل، وان ما يحدث الآن سوريا هو لأمر خطير للغاية.