رنا اسطيح
بعدما أدّت أدواراً بارزة في مجموعة من الأعمال الدرامية التي لاقت نجاحاً محلياً وعربياً كبيراً، تستعدّ الممثلة اللبنانية باميلا الكيك لتسجيل عودة درامية وسينمائية قوية من خلال فيلم «السيّدة الثانية» و مسلسل «سمرا» اللذين تكشف عن تفاصيلهما في حديث خاص.
بعفويتها المعهودة وتلك الديناميكية التي تطبع شخصيتها أمام الكاميرا وخلفها، تخوض الممثلة اللبنانية باميلا الكيك مجموعة من المشاريع التمثيلية الجديدة التي تسجّل من خلالها عودة قوية إلى الساحة المحليّة بعدما لعبت أدواراً بارزة في مجموعة من الأعمال الدرامية آخرها «جذور» و»فرصة ثانية» اللذين عرفا شهرة واسعة.
الممثلة الشابة تصف كواليس تصوير «السيّدة الثانية» بـ «السحر» وتؤكّد أنّ «الجو إيجابي جداً وطاقم الممثلين رائع. هذا ليس مجاملةً على ما تجرى العادة في المقابلات وإنما حقيقة وأمر واقع . كنا فعلاً عائلة واحدة. تعبنا وضحكنا وأكلنا سوياً. كانت تجربة مذهلة».
فتاة من هذا الجيل
باميلا التي تسكب من نفسها في شخصيّاتها تقول: «أنا موجودة في كلّ الأدوار التي أدّيتها بدرجة معيّنة. ربما 5 في المئة في دور «نتاشا» في «مدام كارمن» وربما 80 في المئة في دور «كارلا» في جذور والأمر نفسه ينطبق على دور «لما» الذي سأؤدّيه في «السيّدة الثانية».
في النهاية، أنا فتاة تتشارك هموم بنات جيلها وهواجسهن ونحن نعيش في بقعة جغرافية معينة ونتشارك البيئة والظروف نفسها لذلك لا بدّ من نقاط تشابه عدّة بين الشخصيات التي نبتكرها والتي نعيشها في الحياة».
ورغم أنّ فيلم «السيّدة الثانية» كوميدي إلّا أنّ باميلا تؤكّد: «دوري فيه درامي بامتياز سواء لناحية الأداء أو القضية التي ستحملها شخصية «لما». قد تكون الشخصية الوحيدة التي بدل أن تضحك المشاهد ستبكيه مع أنني كنت أرغب بخوض تجربة كوميدية بشدّة، فمَن يعرفني في الحياة العادية يدرك أنّ شخصيتي الحقيقية تميل كثيراً إلى الكوميديا».
كلّ امرأة معنية
وتعترف: «القضية التي سأحملها في هذا الدور مهمّة للغاية لا يمكنني الكشف عنها الآن حفاظاً على عنصر المفاجأة ولكن يمكنني أن أؤكد لك أنها تعني كلّ امرأة ليس فقط في لبنان وإنما في العالم العربي لا سيّما أنّ المراة لديها حقوق كثيرة مهدورة وأتمنّى أن يتمكّن هذا الدور من أن يهزّ الضمائر باتجاه إيجاد حلول مناسبة».
وعن الدور الذي تضطلع به السينما اللبنانية وخصوصاً الأعمال الكوميدية الخفيفة وهل يمكن أن تكون منصّة لقضايا مهمّة تجيب: «أخذت قراراً منذ زمن بأن أكون إيجابية وأن أرى الأمور على هذا النحو. «ما بدّي نِق»«.
السينما تلعب أدواراً عدّة ترفيهية وتوجيهية وتوعويّة. نحن نتقدّم ويجب تقدير هذا التقدّم والبناء عليه. هناك تجارب ناجحة جداً ونحن نفعل ما بوسعا لنصل إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور ونقدّم له مادة تليق به تجمع إلى الترفيه قضايا مهمة يجب إيصالها بطريقة سلِسة وغير مباشرة. على السينما أن يكون لديها ما تقولها وإلّا ما النفع؟»
بلا تهجّم أو تجريح!
وعن مشاركتها أخيراً في حلقة بعنوان «المسلسل» ضمن برنامج «تحت طائلة المسؤولية» مع الزميل رامي الأمين، تقول: «أحببت الفكرة وهي المرّة الأولى التي نتابع فيها عملاً توثيقياً من هذا النوع يسلّط الضوء على الدراما بشكل واسع ويفسح في المجال أمام آراء صنّاعها والعاملين فيها من ممثلين وكتّاب ومخرجين قدّموا وجهات نظر مختلفة ومتنوّعة إزاء الأوجاع والهواجس المشتركة التي تنتابنا إزاء الدراما. فكلنا يريدها بأفضل حالاتها جميلة ومتألّقة وصادقة. وقد أعطيت رأيي بكلّ الأمور بإيجابية كبيرة من دون تنميق إجاباتي».
وعمّا إذا كانت مقاربة الأمين التهكمية الساخرة استفزّتها تقول: «كلا لم تستفزّني ولم أرها بهذا المنظار… في فقرتي كان هناك أسئلة محدّدة عن التمثيل والأداء ونوع النصوص التي نتعامل معها والكلمات التي نستعملها ولم ألمس أيّ تهجّم أو تجريح او استفزاز بالعكس، كان هناك نقاش وكنت أحاول أن أوصل إليه وجهة نظري وهو بدوره كان صاحب وجهة نظر مختلفة».
لست غائبة
وعن أسباب غيابها عن الساحة التمثيلية المحلّية وعما إذا كانت مغيّبة أو غائبة تجيب: «أنا لا أُغيَّب لا بل أؤمن أنْ لا أحد يستطيع أن يغيّب أحداً. هو تكتيك منّي. لقد كنت غائبة على الصعيد اللبناني أما عربياً فانا أعمل منذ عامين على هذا الصعيد وجمهوري يكبر وأنا سعيدة جداً بذلك لا سيّما انني أتوسّع نحو الخارج مع الحفاظ على هويتي ولهجتي اللبنانية.
في رمضان الماضي عرض لي مسلسل طويل من 120 حلقة على المحطة العربية mbc بعنوان «فرصة ثانية» وفي رمضان 2015 كنت ضيفة شرف في مسلسل «مولانا العاشق» إلى جانب النجم مصطفى شعبان وصوّرنا العمل في كرواتيا… ولكنني أحببت أن يشتاق الناس إليّ في لبنان وأن يسألوا عنّي. أخاف كثيراً أن يملّني الناس وأحبّ أن أشعر بشوقهم وسؤالهم عني».
خلافنا انتهى
وعن خلافها سابقاً مع المنتج مروان حداد تقول: «الخلاف انتهى. وهو لم يكن خلافاً بقدر ما كان اختلافاً في وجهات النظر. مروان حداد منتج لم يمرّ مرور الكرام في حياتي فقد قدّمت معه في 5 سنوات أنجح الأعمال وأكثرها أهمية لناحية الشهرة التي منحتني إياها.
ولا اتمنّى له سوى كلّ الخير. لا أدري إن كانت ستجمعنا اعمال مستقبلاً. الفكرة حالياً ليست موجودة في المستقبل القريب، ولكنني بالطبع لا أكرهه أو أكن له أيّ بغض بل على العكس تماماً هو رجل أحترمه وأتمنّى له كلّ الخير».
«ما عندي هالعقدة»
وعن مشاركتها في مسلسل «سمرا» من بطولة نادين نسيب نجيم وعمّا إذا كانت لديها مشكلة في المشاركة في اعمال ليست هي بطلتها الأولى لا سيّما بعدما انفردت ببطولة مسلسلين تجيب: «أنا لست امرأة أقوال وإنما أفعال. ممثلات كثيرات يصرّحن في المقابلات أنّ ليس لديهن عقدة البطولة والأدوار الأولى أمّا أنا فأنفّذ هذا الكلام.
«بالفعل ما عندي ياها» ودوري في المسلسل مهم وكلّ قصة ممثلوها هم أبطالها» وتضيف: «نادين نجيم ممثلة أعتزّ أن أقف إلى جانب لانها ممثلة أثبتت نفسها بجمالها وأدائها التمثيلي وبإنسانيتها. ويسعدني أن أقف إلى جانب فنانة مثلها ولا عقدة لديّ أبداً أن يكون اسمي ثانياً أو ثالثاً أو رابعاً. لديّ دور مهم في المسلسل ورسالة قوية اوجهها من خلاله وسأؤدي الشخصية من كلّ قلبي وأشعر أنه من الادوار التي ستترك بصمة انشاء الله».
أمّا عن تعاملها مع الفنانة ماغي بوغصن في كواليس تصوير السيّدة الثانية فتقول: «ماغي من أنضف وأرقى السيّدات اللواتي عرفتهن في حياتي. لايدي. أجلس معها وأشعر أنني مع شخص أعرفه منذ زمن. أما هضامتها فشيء آخر. كانوا يقولون باميلا مضحكة وديناميكية في مواقع التصوير ولكن اليوم يمكنني أن أؤكّد أنّ ماغي تتفوّق عليّ بأشواط بخفة الدم.
من قلبي أقولها هي من أرقى وأجمل الأشخاص الذين تعرّفت إليهم في حياتي. وأتمنّى أن تنعكس هذه الروح الإيجابية الكبيرة بشكل عام على المشاهد ويستمتع بالفيلم بالقدر نفسه الذي استمتعنا نحن بصناعته».