الإعلامي جورج عرب – لبنان
يتابع التجمّع المسيحي اللبناني الاسترالي دوره المتعدد الجوانب الإجتماعية والإنسانية والثقافية، وهو أنشىء أساساً ليشكل إطاراً منتظماً لدعم الوطن الأم لبنان، ولمواجهة المشاكل التي تعترض اللبنانيين المنتشرين في استراليا. إنني أكرر ما سبق أن ذكرته في سياق هذه السلسلة، التي أكتبها بمثابة انطباعات وخلاصات رحلتي الأخيرة إلى استراليا، وهو أن هذه السلسلة ليست دراسات تاريخية تتناول مسار الأشخاص والمؤسسات، وبالتالي فإنها لا تورد، أحياناً، أية وقائع ماضية كونها انطباعات حالية. وهنا لا يتسع المجال للحديث عن تاريخ التجمع المسيحي، وعن الأدوار التي اضطلع بها، فأتناول في هذا النص إضاءة على مبادرات ثقافية مقدّرة تحققت، باسم التجمع، وهي على تقاطع عميق مع اهتماماتي الثقافية، سواء تلك المتعلقة بأوراق البطريرك صفير أو بمشروع المسح الثقافي الشامل لثرات الوادي المقدس، أو يخطط لتحقيقها لاحقاً.
لقد عرفت التجمّع المسيحي برئاسة الصديق والي وهبة. ولم أكن أخطط لأي تعاون ثقافي مع التجمع، الذي شارك بفعالية في إنجاح حفل توقيع كتابي الثالث من سلسلة «حارس الذاكرة»، من مذكرات البطريرك صفير ، سنة ٢٠٠٨ في دير مار شربل، سدني استراليا، برئاسة الأب أنطوان طربيه آنذاك (المطران لاحقاً). وللأمانة أقول ان الصديق وهبة بادر، منذ ذلك التاريخ ولا يزال يبادر، إلى دعم أعمال ثقافية باسم التجمّع المسيحي، فهو بادر إلى دعم إصدار أوراق من سلسلة حارس الذاكرة ، المتضمنة مذكرات البطريرك صفير، وقام بتوزيع كتابها في استراليا.
وهو اقترح عليّ إقامة حفل توقيع كتابي الأخير «الديمان عليّة قنوبين». اقترح عليّ حين التقينا في اليونان ، وأخبرته بزيارتي الأخيرة إلى استراليا. وخلال هذه الزيارة طرح في مكتب الصديق وهبة، في جريدته « التلغراف»، استناداً إلى خبرة الزميل أنطوان القزي، صاحب كتاب « وجوه مشرقة» الصادر بالعربية والإنكليزية سنة 2009، كاسهام توثيقي بارز في موضوع جمع التراث المسيحي واللبناني في استراليا.
وقد ناقشت هذا الموضوع مطوّلاً مع سيادة المطران شربل أنطوان طربيه، ومع آخرين من الأصدقاء المهتمين كالقاضي جو متلج وبشارة كيروز، أمين شؤون رابطة قنوبين للرسالة والتراث في استراليا وغيرهما. وقد أعلن الزميل القزي، بكلمة التجمّع ، التي ألقاها خلال حفل تقديم «الديمان عليّة قنوبين، تبنّي التجمع دعم هذا العمل التاريخي الثقافي الرائد. وفي خلاصة النقاش مع سيادة المطران طربيه تحول الموضوع مشروعاً مكتوباً أمانة بين يديه .
مما لا شك فيه ان المشروع هو إنجاز ثقافي كبير يأخذ مداه الواسع في مجتمع استراليا المتعدد الأتنيات والثقافات، ويعمّق حضور اللبنانيين المنتشرين في صميم هذا المجتمع، كما يعمّق أمانتهم لهويتهم اللبنانية. وهذه تشكل أهم أهداف التجمع المسيحي اللبناني الاسترالي. والله ولي التوفيق.