يوم الأحد الماضي في الرابع من شباط وهو اليوم العالمي للسرطان، ركزت وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة في الولايات المتحدة، وأوروبا، وبالأخص جريدة Daily Mail الصادرة في لندن، ومحطة ABC التلفزيونية في الولايات المتحدة على الاستراتيجية الجديدة لمعالجة الأمراض السرطانية في المراحل المتقدمة التي طور البروفيسور فيليب سالم العلاج لها في مركز السرطان الذي يحمل اسمه في مدينة هيوستن في تكساس.
يرتكز هذا العلاج على مزج العلاجات الثلاثة: العلاج المناعي مع العلاج الكيميائي مع العلاج المستهدف. ويصمم العلاج على قياس الإنسان المريض وعلى قياس نوع السرطان المصاب به. ولذلك يختلف العلاج من مريض إلى آخر. وليس هناك مريضان يأخذان العلاج نفسه ، ولو كانا مصابين بالمرض ذاته. إذ يتم بناء البروتوكول العلاجي بعد تحديد الهوية البيولوجية للمرض. تحدد هذه الهوية بعد فحص الأنسجة الورمية بالنسبة إلى خريطة الجينات والمتغيرات فيها. وتمتاز هذه الاستراتيجية بأن هذا العلاج يستعمل لجميع انواع السرطان، ما عدا سرطان الدم، وأن الأدوية التي تستعمل يمكنها اختراق الحاجز البيولوجي بين الأنسجة الدماغية والأوعية الدموية، وقتل الخلايا السرطانية فيها. وبذا يوفر هذا العلاج الحاجة إلى معالجة الورم في الدماغ بالعلاج الإشعاعي. في هذه الاستراتيجية تجاوزنا مفهومين كانا على خطأ. الأول هو الاعتقاد بان جميع الخلايا السرطانية في المريض الواحد هي واحدة. والثاني ان كل مريض مصاب، مثلا بسرطان الرئة، هو مثل المريض الآخر المصاب بنفس المرض. في هذه الدراسة خضع للعلاج 60 مريضاً. كلهم كانوا قد استنفذوا العلاجات التقليدية ولم يبق أمامهم سوى الموت المحتم. 52% من هؤلاء المرضى استجابوا بشكل كلي لهذا العلاج، و 36 % منهم استجابوا بشكل جزئي. وبذا يصبح مجموع المرضى الذين استجابوا 88%. وبعض هؤلاء الذين استجابوا لا يزالون على قيد الحياة بعد خمس سنوات من بدء المعالجة.
وتساءلت جريدة Daily Mailالبريطانية، «هل يمكننا القول أن البروفيسور فيليب سالم هو أهم طبيب للسرطان في العالم؟ إذ أنه الوحيد ليومنا هذا الذي يستعمل هذه الاستراتيجية». ولأن المرضى من جميع انحاء العالم يأتون اليه للخضوع لهذه الاستراتيجية العلاجية.
ويقول فيليب سالم في تواضعه ان المعرفة هي مسار تراكمي بل هي عملية بناء مستمرة. مدماك فوق مدماك. وان العلاج الذي طوره هو مدماك جديد في بناء المعرفة. وقد اختارت الجمعية الأميركية للأبحاث السرطانية ASCO) American Society of Clinical Oncology ) ان تلقي الضوء على مسيرة سالم العلمية في نشرتها ASCO POST تحت عنوان «من قرية صغيرة في لبنان الى العالمية في طب السرطان».
وفي مقال كتبه بمناسبة اليوم العالمي للسرطان في جريدة الشرق الأوسط يقول « في مسيرتي الطبية كانت عيناي دائما مسمرتان على الهدف. لم يكن الهدف عندي الحصول على جائزة نوبل، بل كان الهدف دائما ولا يزال، ما هو أهم وأبلغ، إعطاء الحياة».