> كتب هاني الترك
ذكرت صحيفة الصنداي تلغراف في تحقيق لها عن المدان بجرائم الاغتصاب الجماعي بلال سكاف بأنه مكروه داخل السجن وهو يشكو دائمآً من معاملته في السجن من قبل الشرطة والموظفين والسجناء .. فأجرت الشرطة التحقيق بعد ان قدم سكاف شكوى انه قد اعتدي عليه بالضرب عدة مرات وهدّد دائرة الخدمات الاصلاحية برفع دعوى ضدها بسبب المعاملة الصارمة له.. وهو يشتبك بالشتائم والتهديدات مع السجين المدان بالاعتداء على لورين هكسلي المجرم روبيرت بلاك فارمر الذي يعذب النساء.. وفارمز مدان بـ 26 جريمة حين كان عمره 25 عاماً ومحكوم عليه بعقوبة السجن مدة 20 عاماً مما اغضب استراليا وسكاف نفسه.
وقال احد الحراس في السجن: ان سكاف كان سجيناً عادياً  والشيء الوحيد ضده هو مشاحنته مع فارمر وهو حقير مثله  ويكرهان بعضهما  وكل واحد منهما يريد قتل الآخر وهما في خلايا منفصلة ويهددان بعضهما من وراء السور.
ودائماً اثناء التعامل مع فارمر فإنه يبكي مثل الطفل ويتبول على نفسه ولا بد ان سكاف يتبول على نفسه فهو هادئ ومعاملاته مع الآخرين محدودة جداً. والشخص الوحيد الذي يزوره هي امه.. وهو يقذف بالبول على فارمر من على السور .. عندما حوّل الى جناح آخر من السجن ترجى ان يودع في جناح في السجن مع اخوانه اللبنانيين وهم يحبونه وينظرون اليه كبطل وهو مشهور وهم مسرورون لما فعله مع اولئك الاستراليات.. ولم يكن هناك اي مشكلة وانه مستعد التوقيع على مستند بأنه ليس لديه اي مشكلة مع اي شخص.. وقالوا ايضاً  انهم يريدونه معهم.. وكانت هناك محاولة لقتله من قبل السجناء اذ يعتبر حقيراً حتى بينهم. ولكن تمكنت ادارة السجن من اخراجه ووضعه في قسم الحماية وكان محظوظاً لأنه لم يُقتل.
وقالت الصحافية ميراندا ديفاين في ذات العدد من صحيفة الصنداي تلغراف ان عصابة الاغتصاب الجماعي كانت  تختار ضحاياها استناداً الى اسباب دينية والهوية الاثنية.
فقد حققت الشرطة في  سبعين تهمة اغتصاب جماعي وقعت في شهري آب اغسطس وايلول سبتمبر عام 2000 اذ كانت العصابة تخطف المراهقات من القطار ومن اماكن التسوّق وتقودهن الى منطقة بانشبول.. وقد تم احلال العدل بانزال عقوبة السجن بكفاءة مندوبة النيابة العامة مارغريت كانين.
وتحدثت كانين لأول مرة عن القضية في صحيفة الدايلي  تلغراف لتوجيه الانتقاد لها بأنها كانت قريبة جداً من الضحايا وتتعاطف معهن فقالت: انني ام وامرأة وهذه الطريقة التي اعمل بها واذا ظن اي شخص ان عملي غير مناسب فاعتبره خزياً وهجوماً جنسياً.
وكشفت كذلك كانين عن زعيم العصابة بلال سكاف بأنه يبدو كمراهق خائف في اول يوم من المحاكمة وكيف كان سلوك ثلاثة آخرين ضالعين في الجريمة كأطفال.. فقد ضحكوا ومزحوا وقذفوا بقايا من الكؤوس البلاستيك وبعد الظهر غطوا في النوم وكل ذلك امام لجنة المحلفين. فلم يعرفوا خطورة الحديث الذي كان يجرى حول جرائمهم.
واضافت كانين ان اصغر الضحايا المعروفة باسم C التي اغتصبها 14 شخصاً على مدى ست ساعات انهارت مكسورة القلب في قفص الشهود مما استدعى اعانتها من قسيس جيش الخلاص في المحكمة جويس هارمر. فكانت الفتاة C متأثرة جداً ويمكن الاستماع الى صوتها مثل حيوان جريح يتألم. فقد استغرقت في قفص الشهود اكثر من اسبوع وهي واحدة من اربع مراهقات اعتدي عليهن بالاغتصاب وبالمعاملة المنحطة في سلسلة من الاعتداءات في جنوب غرب سيدني على مدى 20 يوماً في شهر آب اغسطس عام 2000.
وكانت محاكمة اولئك المعتدين قد ابرزت كانين كبطلة محترفة محترمة تدافع عن حقوق ضحايا الاعتداء الجنسي. وبمناسبة مرور 15 عاماً على جرائم الاغتصاب تحدثت كانين عن اعجابها بشجاعة المراهقات اللواتي وقفن بصلابة امام المعتدين في المحكمة لإدانتهم بالجرائم وقالت ان لجنة المحلفين لم تعد تستمع اي تحقير لضحايا الاغتصاب من قبل محامي الدفاع. فكان دائماً الشك يدور فيما اذا كانت اقوال الضحايا صادقة ام لا  ولكن ذلك قد تغيّر بعد مرور 15 عاماً.
وبعد ادانة المعتدين بالجريمة واثناء مغادرتها المحكمة المركزية الاقليمية داونينغ قالت كانين لوسائل الاعلام: انني امتدح تحقيقات الشرطة وشجاعة الضحايا. ولكن واجهت كانين الانتقاد في محكمة الاستئناف للجنايات التي قالت انه ما يجب على النيابة العامة التحدث لوسائل الاعلام.
غير ان كانين قالت انها كانت تهدف الى تحويل انتباه وسائل الاعلام عن الضحية C .
واضافت: عندما علقت على المحاكمة كان هدفي هو افساح الطريق لها  اذ تم اخفاؤها تحت المعطف.
وتحدث لأول مرة في العدد الصادر امس   لدايلي تلغراف القاضي مايك فينان الذي ترأس المحاكمة واصدر الحكم على سكاف بـ 55 عاماً بالسجن.. وقال انه بعد اصدار الحكم جاءه شخص غريب وسلّم عليه وهنأه على اصدار الحكم الصادر على سكاف. وقال القاضي فينان  انه كان اولاً يريد الحكم على سكاف بـ77 عاماً عقوبة السجن ولكن خفضها الى 55 عاماً مع ان العقوبة كانت غير عادية اذ ان اية فتاة او امرأة يمكن ان تكون ضحية الاغتصاب الجماعي. فإن هذه العصابة كانت تختلف عن العصابات الاخرى اذ كانت عصابة سكاف هي اول مرة تبرز كعصابة اغتصاب منظمة وكأنها عصابة عسكرية والمعتدون لم يكونوا تحت تأثير الكحول او المخدرات اذ كانت العصابة تبحث عن الضحايا وكان لها خطة وتسلم الضحايا من شخص الى آخر لاعتداء عليهن وكانت تستعمل هاتف الموبايل. واضاف القاضي  ان العصابة لم تكن تعرف ان هواتف الموبايل كانت مراقبة واسهمت في القبض على افراد العصابة.
فكانت الضحايا تخطف من الشوارع ويخضعن للاغتصاب على ايدي افراد العصابة لعدة مرات واحداهن اغتصبها 14 رجلاً بـ 44 مرة خلال ست ساعات. ووصف القاضي فينان سكاف بأنه تهديد للمجتمع المتحضر . وكان يهدف الى فرض عقوبة السجن لمدة 77 عاماً استناداً الى احكام المحكمة العليا الاسترالية بفرض عقوبة منفردة على كل اعتداء اذ انه اقصى عقوبة جريمة الاغتصاب هي 20 عاماً. ولكن القاضي  خفف العقوبة من 77 عاماً الى 55 عاماً ولم تكن توجد اي سابقة قانونية بفرض عقوبة السجن اقصى من 25 عاماً.
والمشكلة ان سكاف رفض تحمّل المسؤولية بالاعتراف بالجريمة بالرغم من الادلة المكثفة التي كانت تشير الى فداحة جرائمه.
واضاف القاضي فينان انه يتذكر تماماً كلمات سكاف حينما اصدر الحكم عليه قال للقاضي : «انني لست مذنباً ايها الفرج»  ولم يره منذ ذلك الوقت.
وبعد خمس سنوات حينما قام القاضي بزيارة سجن غولبورن اقترب منه المغتصبون وقال احدهم: انت تعلم اننا ابرياء وان العقوبة القاسية سوف تقضي على حياتنا وتثير غضبنا وسوف يكتبون له رسالة بهذا الشأن ولكنهم لم يكتبوا الرسالة.
واضاف القاضي لست انا الذي دمرت حياتهم وليست لجنة المحلفين ولكنهم دمروا انفسهم بجرائمهم.
واثنى القاضي علىالضحايا اللواتي تقدمن وتحملن عذاب المحاكمة لعدة ايام للتأكيد على ايداع عصابة سكاف خلف القضبان الحديدية.
ومن المحتمل جداً ان نساء اخريات قد وقعن ضحية العصابة ذاتها ولكن لم يتقدمن بالبلاغ عنها.
وغير معروف حتى الآن لماذا قامت عصابة سكاف بإيقاع الأذى بالضحايا.