تزور استراليا حالياً الرئيسة العامة لراهبات سيدة الخدمة الصالحة في لبنان وهي زيارتها الأولى بدعوة من رئيسة مؤسسة ميراث في البال الزميلة شادية الحاج بهدف دعم ميتم جبولة في بعلبك البقاع.
تقول الأم جمعة للتلغراف انها لمست في استراليا عطفاً من الجالية اللنانية بجاه لبنان خاصة في هذه الظروف الصعبة، ولمست ان الجالية هنا لم تبخل يوماً على إخوتها في لبنان وهي قريبة منهم في كل الأوقات.
والأم جمعة التي تقيم في الدير الأم في جبولة، تقول ان الرهبنة تأسست سنة 1954 على يد المثلث الرحمات المطران يوسف معلوف عندما كان مطراناً على أبرشية بعلبك للروم الملكيين الكاثوليك.
يوجد في ميتم جبّولة مئة طفل وطفلة أعمارهم بين 4 و14 سنة ينتمون الى كل الطوائف اللبنانية، ويغادرون الميتم كل نهاية أسبوع ليعودوا مجدداً كل يوم إثنين حتى يوم الجمعة ليعيشوا حياتاً كاملة من منامة وطعام وشراب وتعليم.
يأتي هؤلاء الأطفال من حالات اجتماعية فقيرة مختلفة: إما فقر مدقع أو طلاق أو خلافات عائلية.
تقول الأم جمعة: «طبعاً ندرس طلبات الأولاد وعلى أساس حاجة كل واحد منهم يدخل الى الميتم علماً ان الأولوية هي لليتيم، وأذكر هنا انه يوجد قرب الميتم مدرسة نصف مجانية تضم 850 تليمذاً.
تصل صفوفها الى صف البريفي، أما الأعمار فهي بين 4 و14 سنة، ورسالتنا مساعدة الطفل ليكون مواطناً فعّالاً في المجتمع وليس إتكالياً، ويبتعد عن التطرف ويحب أخاه الإنسان لأن الجميع في جبّولة يعيشون تحت سقف واحد هو المحبة.
ونقيم نشاطات مختلفة وخاصة في عيد الميلاد من خلال تبادل توزيع الهدايا”.
تضيف الأم جمعة: «هناك جمعيات كنيسة تساعد الميتم كذلك بعض الأصدقاء، ولكن في هذه الظروف بتنا بحاجة الى مساعدات ودعم أكثر حتى نستطيع تأمين بيئة تليق بهؤلاء الأطفال لأن الكلفة إرتفعت كثيراً من معاشات الهيئة التعليمية الى أسعار السلع. ونحن نريد المحافظة على هيئتنا التعليمية، والدعم يوفر أيضاً فرص بقاء الإنسان في أرضهم.
علماً أننا أحياناً نساعد ذوي التلامذة بحصص غذائية”.
وتضيف الأم جمعة: «أود ان أشكر الجالية وكل من ساهم بدعم الحفل الذي أقيم في سيدني وأطلب من الله ان يكافئهم خيراً.
وعن مراكز الرهبنة تقول الأم جمعة: «لدينا مركزاً في كسارة- زحلة وهو مركز الإبتداء وقربه تباع منتجات الدير.
وهناك مركز ثالث في دمشق- باب توما يوجد فيه معمل لثياب الكهنة. ويوجد بيت ومدرسة نصف مجانية في جديدة الفاكهة، صفوفه حتى البريفي وفيه 650 تلميذة وتلميذاً.
وفي ظل غياب مساعدات الدولة منذ سنوات، فإن المدرسة تحتاج أيضاً الى المزيد من الدعم، لذلك ترانا لا نوفر فرصة من أجل تأمين استمرار هذه المؤسسات لأن دعمها يثبّت اللبناني في أرضه للحفاظ على العيش المشترك خاصة لوجود التنوع الديني في المنطقة إنطلاقاً من مقولة البابا يوحنا بولس الثاني (لبنان ليس مجرد وطن بل هو رسالة)”.
وتختم الأم جمعة : «ان العائلات المحتاجة تزداد عدداً في غياب أي دعم رسمي”.
وفي الختام شكرت التلغراف وصاحبها والي وهبة لدعمه الحفل ومؤسسات الرهبنة (لأنه جعلنا من خلال الصحيفة لنصل الى العدد الأكبر من أبناء الجالية).