أنطوان القزي
ثقافة المقاومة حتمية وضرورية لأنها توفر الإلتفاف حول القضية الواحدة بصرف النظر عن التفاصيل التي يسكن فيها الشيطان.
نحن في أستراليا، المؤيدين لحقوق الشعب الفلسطيني، مسيحيين ومسلمين، كما نرفض التعاطي الأسترالي الجائر سياسياً وإعلامياً مع ما يحصل اليوم في غزة، نرفض كذلك تحوير تظاهراتنا واحتجاجاتنا عن مسارها الصحيح على يد أشخاص ضيّعوا البوصلة.. لن أذكر الكثير من التفاصيل التي حصلت وللأسف داخل جاليتنا العربية، لأن بعض المصرّين على ارتداء اللبوس الطائفي في هذا الظرف الدقيق كأنهم بشعاراتم الفئوية يحيّدون أو يستثنون قسماُ كبيراّ من الذين يشاركونهم تحرّكاتهم في حين تحتاج القضية إلى كل أبنائها والى استثمار كل الإمكانات.
لن أذهب بعيداً في الموضوع، بل أضع الأمر في يد الغيورين الذين عليهم أن يزرعوا الوعي في كل تحرّك لدى الذين يشاركوننا الهمّ والغضب.. والتظاهرات؟.
فأنا عندما أسير في التظاهرة وأشجب مواقف الاعلام الاسترالي ومعه مواقف السياسيين وعندما أدين ما تقوم به إسرائيل منذ76 سنة في فلسطين، لا أتوقّع أن يستفزّني شخص أسير معه في ذات التظاهرة عبر شعارات تقسيمية ليس وقتها وأرى نفسي ملزماً أن أشجب موقفه هو أيضاً.
مّن يقول لهذا العازف على أوتار الطائفية أمام الأوبرا هاوس والتاون هول أنه عندما استشهد محمد الدرة، استشهد من أجل فلسطين كلها وليس من أجل دينه ونعاه المسيحيون قبل المسلمين.. وعندما استشهدت الصحافية شيرين أبو عاقلة في نيسان الماضي استشهدت من أجل أرضها من النهر الى البحر ونعتها القوى الإسلامية قبل المسيحيين.
وأنه عندما قامت اسرائيل في 2 من أبريل/ نيسان عام 2002 بمحاصرة كنيسة المهد في مدينة بيت لحم لم يكن تصرّفها يختلف عمّا تقوم به منذ أسابيع من اقتحام حرمة المسجد الأقصى.؟!.
مّن يبلغ هذا الضعيف الرؤيا في سدني أن المسيحيين الذين تعرّضوا للبصق منذ أيام في باب الأسباط في القدس وأن المسلمين الذين جرّهم الجنود الاسرائيليون الى خارج المسجد الأقصى هم سواء بالنسبة للإسرائيليين.
أخيراً ليس آخراً، هل أدرك هذا المتظاهر ان للمقاومة ثقافة وأن معظم الشعوب حرّرتها ثقافة المقاومات وليس بنادقها وحسب.
وهل سمع عن موشي دايان السيء الذكر أنه قال:» كيف ينتصر العرب ما داموا لا يعرفون الوقوف بالصف»؟!.. ولسان حالنا يقول اليوم:» كيف ننتصر ونحن لا نملك ثقافة المقاومة»؟!.
بالنسبة لي ، ياسر عرفات وجورج حبش مقاومان.. ونايف حواتمة وخليل الوزير ابو جهاد مقاومان.. وادوار سعيد ومحمود درويش مقاومان .. والمطران عطالله حنا ومفتي القدس محمد أحمد محمد حسين مقاومان.. وأنا وأنت يا صديقي المتظاهر الى جانبي، إذا لم نحسن ثقافة المقاومة ، لن نصبح مقاومَين ولن ننتصر؟!.