بقلم: أ.د / عماد وليد شبلاق
رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا
ونائب رئيس المنتدى الثقافي العربي الأسترالي
Edshublaq5@gmail.com

في الاسبوع الماضي (14/9/2023) تمت دعوتي لحضور فعالية اجتماعيه نظمتها جمعيه بيروت الخيرية الأسترالية في تشستر هيل في ولاية نيو ساوث ويلز وبعنوان العنف الاسري أو المنزلي وقد شارك في النقاش كوكبه من المختصين وعلى رأسهم أخي الدكتور ياسر محمد ود. سميحة مكوك والسيدة مريم مراد وبأشراف كل من السيد حسام الدين عيتاني رئيس الجمعية والسيدة فاتن برجاوي منسقه البرنامج.

بشكل عام موضوع العنف الاسري أو المنزلي مهم جدا وله أبعاده الخاصة سواء على الصعيد الشخصي أو المجتمعي و هو متواجد منذ القدم في العديد من المجتمعات سواء كانت الشرقية أو الغربية وكثيرا ما كنا نسمع عن ضرب الازواج لزوجاتهم في الولايات المتحدة وعن تقطيع ( بالسواطير – أله حاده ) في بعض قرى مصر ، وجرائم الشرف في بعض بلاد مثل الأردن و فلسطين وغيرها وهنا يجب التفريق بين الجرائم الأسرية من اغتصاب وزنا المحارم وعصابات الثأر و القتل (إما على أرض أو على عرض) أو زعامة وسياده وبين مظاهر العنف والتعنيف الحاصل بين أفراد الأسرة الواحدة سواء بين الزوج والزوجة أو الاب واولاده وهكذا ومؤكدا أن السرية والتعتيم أو التكتم على مظاهر العنف أو التعنيف هذا هو المنعطف الفارق بين الشعوب العربية والغربية ففي الأولى يكون المكيال بمكيالين فلا تقف الأمور عند الحدث نفسه ( الجرم ) والعقاب المستحق بل تستمر وتتمادى لتصبح فضيحة مجتمعية على ألسن الناس و لعده أجيال وقد تبقى وصمه عار على الشخص وأسرته و خصوصا إذا ما كان الشريك المتضرر هو الرجل ( في المجتمع الذكوري السائد في تالك المنطقة ) فكرامه الأخير ( وحسب اعتقادهم لا تسمح بذلك وربما يكون القتل أحد الحلول المطروحة !).

الارقام التي سمعتها في المحاضرة من الساده والسيدات المختصات ومن تعليقات الحضور ممن لهم خلفيه في التعاون مع مراكز الشرطة وهيئات الإغاثة والمساعدة واستشارات العنف الاسري وغيرها ارقام مخيفه ولا تبشر بخير و قد نتج عنها الكثير من المآسي والأحزان في أوساط الجاليات العربية من نسبه طلاق مرتفعة بين الشركاء وكذلك محاولات انتحار بين الشباب المشوشين فكريا وأسريه بعد هدم مفهوم ( العائلة) وبالطبع من كل الجنسيات والديانات بالمناسبة ولا فرق بين عربي وعربي أخر الا بحجم المأساة نفسها وتداولها بين الناس حتى أن الاستراليون البيض أنفسهم أصبحوا يعرفونها ويتندرون بها.

في الجزء الثاني من المقال سنستعرض أهم مظاهر العنف الاسري وبعض الحلول المقترحة للحد من هذه الظاهرة في أواسط الجالية العربية في أستراليا والله المستعان.