أنطوان القزي
لا ينسى اللبنانيون يوم هدد رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي بإعادة اللاجئين السوريين إذا لم يتعاون المجتمع الدولي مع بلاده في تأمين عودتهم إلى سوريا.

ليكتشفوا بعد اسابيع أن خلافاُ حاداً نشب بين ميقاتي ووزير شؤون المهجرين عصام شرف الدين لأن الأخير كان لديه سعي جدي لإعادة النازحين.

ويأوي لبنان -الغارق في أسوأ أزماته الاقتصادية والذي بات عاجزا عن تأمين الخدمات الأساسية لمواطنيه، بما في ذلك الكهرباء والوقود- مليوني لاجئ سوري حسب تقديرات رسمية، أي ما يناهز نصف سكان البلاد.

وأثناء مففاوصات الترسيم حول البلوك 9 ، كان ميقاتي يقف من بعيد ينتظر التوقيع ويقول أين أصبحتم ، وبعد الاتفاق استقل المروحية الى جانب الرئيس بري ورافقه الى الى حيث البلوك 9 ليشمّ رائحة الغاز و»ياخد روح»..
ميقاتي لم يساُل عن حصته لأنها مضمونة من جانب الرئيس بري على طريقة «حكلّي بحكلّك»

في اتهامه اليوم للمسيحيين بأنهم وراء الفراغ الرئاسي يسجّل ميقاتي انحيازاً سافراً الى جانب فريق الممانعة، لأنه يدرك أن مَن عطّل النصاب في الجلسات الإثنتي عشر الانتخابية ليسوا المسسيحيين الذين كانوا يبقون داخل القاعة وحلفاء الميقاتي ينسحبون.
في آخر عهد الرئيس عون استجار ميقاتي بدار الفتوى ورؤساء الحكومات السابقين وصوّر الصراع طائفياً وأن بعبدا تخطف صلاحيات الرئاسة الثانية، وبعد انتهاء عهد عون ، وضع ميقاتي كل صلاحيات رئاسة الحكومة في سلّة عين التينة وهو لا يفكّ عقدة او «يحلّ خيطاً»إلا بموافقة الرئيس بري، ولا ننسى يوم صدر من عين التينة في آذار الماضي فرار بتقريب التوقيت الصيفي في شهر رمضان الماضي قبل أوانه ليكسب الميقاتي ودّ الستّة حيث شعبيته منهارة في صفوفهم. قصة التوقيت الصيفي سرعان ما تراجع عنها بري وميقاتي لأنها كادت تسبب خلافاً طائفياً في البلد..
ميقاتي «ممغوص» من المسيحيين لأنهم فضحوا اصطفافه الى جانب الممانعة ولأنهم لا يريدون انتخاب رئيس يؤمّن بقاءه في السرايا؟!.

قبل عهد ميقاتي كانت تنقطع الكهرباء وفي عهده توقّفت حتى المولّدات.. قبل عهد ميقاتي كان هناك أطباء في المستشفيات ومعه حتى الممرضون هاجروا..

إن «الرمادية» التي يسلكها ميقاتي تحت عنوان الانقاذ هي سبيل الى الانهيار؟!… لأن المهم أن يضمن نجيب ميقاتي بقاءه في السرايا ولو نسف اتفاق الطائف بيديه.
الحاكم يا نجيب، أو أبيض او أسود لأن الرمادية تقتل البلد، وأن «الكبّ» على المسيحيين قصة فشلت منذ زمن جمهورية الفاكهاني .وفي كل مرّة نحطئ فيها ، تطلب موعداً من البطريرك لتقول له « مش أنا» .. فانتظره ليعود من أستراليا؟!.