أنطوان القزي
يكفي ان تجتاز الطريق من مكاتب «التلغراف» الى الضفة الأخرى لتصل الى المبنى الدائري لبلدية بانكستاون حيث تعقد الإجتماعات الدورية.
ويوم الإثنين من هذا الأسبوع شهد هذا المبنى إنتخابات البلدية التي تجري في شهر أيلول عادة. في ذاك المساء، لبيت الدعوة لحضور جلسة انتخاب رئيس ونائب رئيس للمجلس البلدي، لأجد نفسي في جلسة لبنانية استرالية بإمتياز.
إفتتح مدير عام بلدية كانتربري بانكستاون ماثيو ستيوارت الجلسة قائلاً: «اليوم سننتخب رئيساً ونائباً للرئيس للبلدية. وبما أنه لا يوجد مرشح منافس للرئاسة فإنني أعلن بلال حايك رئيساً لبلدية كانتربري بانكستاون.. ليعلو التصفيق».
ثم يتابع ستيوارت قائلاً: «بما أنه لا يوجد مرشح منافس لنيابة الرئاسة فإنني أعلن فوز راشيل حريقة نائبة للرئيس بالتزكية» وعلا أيضاً التصفيق.
ولن أقول لكم ان التصفيقين كانا على الطريقة اللبنانية وتبعهما هرج ومرج محببين وأصوات تبارك للفائزين للفائزين باللغة العر بية.
بلال حايك هذا الطرابلسي الذي سهر ووصل، وراشيل حريقة الزحلاوية الأصل هي أيضاً لا تكل ولا تمل.
وحولهما أعضاء المجلس البلدي اللبنانيو الأصل:
جورج زخيا الآتي من عروس البقاع زحلة وشربل إسحاق من عين عكرين في الكورة، وباربرا خوري الكفرصغابية الأصل، وخضر صالح البيروتي الآتي من البقاع وشربل بو رعد ابن عندقت العكارية ، وإذا لم ننسَ ان كال عصفور محسوب على اللبنانيين نرى كم نحن مهيمنون على بلدية لديها 1500 موظف وميزانيتها السنوية مليار دولار.
والى جانب هؤلاء كان الوزير اللبناني الأصل جهاد ديب الآتي من طرابلس وكان رئيس نادي البولدوغز جون خوري الآتي من كهف الملول وأصدقاء يمثلون كل الشرائح والمناطق وكانوا تلك الليلة يتشاركون بإبتسامة واحدة وفرحة واحدة بحضور أصدقاء من الجيّة والمنيّة وطرابلس حيث أكثرية هؤلاء تقطن في دائرة بلدية بانكستاون.
تذكرت، يوم وصلت فيه الى استراليا منذ 34 سنة حيث ضجت وسائل الإعلام الاسترالية بخبر يقول ان المشجعين اللبنانيين من مناصري البولدوغز يثيرون ضجة في الملعب وهم يحملون الطبلة (الدربكة) والطبل معهم ، يومها جعلتنا وسائل الإعلام نظن اننا نقوم بعمل معيب. اليوم، لا تتفاجأوا إذا قلنا ان الاستراليين البيض باتوا يتصرفون في الملاعب كما تصرفنا نحن في الماضي ولكن تصرفهم هو حلال ولو أصبحوا «طبّالين» لأنهم أحفاد الإنكليز.
أما اللبنانيون فباتوا في قمّة الهرّم في كانتربري – بانكستاون ليس فقط في المجلس البلدي بل عبر نائب في البرلمان أصبح وزيراً في الحكومة بثلاثة حقائب!؟.
وتذكرت أيضاً وأنا أسمع الأحاديث العربية داخل المبنى الدائري مساء الإثنين، ما قاله لي أحد أبناء بلدتي لدى وصولي الى استراليا حيث التقى بي في السوق الرئيسية في بانشبول، وبادرني قائلاً: «عليك أن تكون ضليعاً باللغة العربية هنا حتى (يمشي حالك) في هذه المنطقة!..
والأمر الذي كان مزاحاً صار حقيقة وبات لدينا 7 أعضاء داخل المجلس البلدي يستقيظون على (غود مورننغ) وينامون على «تصبحون على خير».
إنها فعلاً التعددية الثقافية في جمهورية بانكستاون اللبنانية.