أنطوان القزي

لستُ أدري لمّ هذا الإصرار على زج قضية الصوت الواحد للشعب الأصلي في زواريب السياسة الأسترالية.
أما حان الوقت ليدرك الأستراليون أن هذه العاصفة الإعلامية لا معنى لها ما دام كل حزب منقسم على نفسه حول هذا الطرح. حتى الأبورجينيين أنقسموا على نفسهم، وبدأوا يتساءلون عمّن سيمثّلهم في اللجنة المزمع إنشاؤها لتكون صوتهم، بحجة أنهم اكثر من قبيلة ويتحدثون أكثر من لغة.
فالإستفتاء الذي سيجري في 14 أكتوبر تشرين الأول، يشبه الإستفتاءات التي حصلت حول الإجهاض والقتل الرحيم ويجب أن يعود الى صوت الضمير حول حقوق الإنسان وليس حول أي طرح سياسي.
والسؤال الذي سيطرح على الناخبين هو ما إذا كان ينبغي تعديل الدستور للاعتراف بالشعوب الأولى في أستراليا من خلال إنشاء صوت للسكان الأصليين وسكان جزر مضيق توريس.
فقد وافق البرلمان الأسترالي على اقتراح إضافة فصل جديد، الفصل التاسع – الاعتراف بالسكان الأصليين وسكان جزر مضيق توريس إلى الدستور. وسيتضمن الفصل مادة جديدة هي 129، والتي ستكون على النحو التالي:
129 صوت السكان الأصليين وسكان جزر مضيق توريس
اعترافًا بالسكان الأصليين وسكان جزر مضيق توريس باعتبارهم الشعوب الأولى في أستراليا:
أولاً. يجب أن تكون هناك هيئة تسمى صوت السكان الأصليين وسكان جزر مضيق توريس.
ثانيا. يجوز لصوت السكان الأصليين وسكان جزر مضيق توريس تقديم احتجاجات إلى البرلمان والحكومة التنفيذية للكومنولث بشأن المسائل المتعلقة بالسكان الأصليين وسكان جزر مضيق توريس.
ثالثا. يتمتع البرلمان، بموجب هذا الدستور، بسلطة سن القوانين المتعلقة بالمسائل المتعلقة بصوت السكان الأصليين وسكان جزر مضيق توريس، بما في ذلك تكوينه ووظائفه وسلطاته وإجراءاته.
عندما تتلقى ورقة اقتراع في الاستفتاء، يجب أن تكتب «نعم» إذا كنت توافق على هذا التغيير المقترح للدستور، أو يجب أن تكتب «لا» إذا كنت لا توافق.
و سيكون هناك أيضًا تصويت ما قبل الاقتراع وتصويت بريدي، تمامًا كما هو الحال في الانتخابات العادية. التصويت في الاستفتاء، مثل الانتخابات، إلزامي. ويتمثل أحد الاختلافات في أنه لن تكون هناك سوى ورقة اقتراع واحدة، وستكون قصيرة وسهلة الملء. لذا فإن طوابير الانتظار أمام مراكز الاقتراع يجب أن تتحرك بسرعة.