أنطوان القزي
لسان حال الفلسطينيين في عين الحلوة بعد المعارك الأخيرة هو الهجرة!. غريب .. فلا إسرائيل تقصف، ولا الإنعزاليون «طاحشون»، فمن الذي يدفع الفلسطينيين الى اليأس بعدما أقاموا في المخيم منذ 73 عاماً ..إنها بندقية رفاق السلاح.
قرأت أمس أنه حين دخلت وسائل الإعلام الى المخيم سنة 2019 في ذروة الاحتجاجات ضد قرارات وزير العمل الخاصة بإجازة العمل للفلسطينيين، كان هناك في المخيم لغة مشتركة، حديث حول المستقبل، والتغني بـ»وحدة الموقف الفلسطيني».. اليوم يعود حديث الهجرة ليحتل الساحة، وما عاد وزير العمل قواتياً ولا وزير الشؤون الاجتماعية كذلك!. وليعود حديث اليأس في زمن وزراء الممانعة ومعه كلمات «المؤامرة» و»إنهاء المخيمات» التي تتكرر على لسان المسؤولين والناس.
يقول محمود السعدي الذي يقطن المخيم وهو يتكئ على عكاز، إنه رفض الهجرة من لبنان عندما كان شاباً، أما اليوم فيسعى إليها وقد بلغ السابعة والستين من عمره. يضيف أنه أخبر زوجته «إذا استطعنا أن نبيع البيت ونسافر، يجب أن نفعل»، مردداً ما قاله كثيرون إنه لأول مرة يصل الصدام بالمخيم إلى هذا الاتساع، أمام عجز الوسطاء عن فعل شيء. وما دفعه إلى هذا الخيار، وقوع بيته على «خطوط التماس المستجدة» في حي حطين. يتوقف عن الكلام، ليمسح دمعة تعكس الشعور العام بالضعف.
يقول أقرباء السعدي أن عينيه تدمعان لأول مرّة «لأن ظلم ذوي القربى أشد وقعاً على من الحسام المهنّد»!.
مخيم عين الحلوة هو رمز الشتات الفلسطيني في لبنان والعالم، ومثله كان مخيّم اليرموك في سوريا الذي أصبح أثراً بعد عين.
المؤامرة تطبق على الفلسطينيين من كل الجهات، وبعد الأونروا التي صارت مساعداتها نقطة في بحر ما كانت عليه، الى الدول العربية التي تتملّص مما يتوجب عليها من كوتا للفلسطينيين، الى جامعة الدول العربية التي يسمع أمينها العام أخبار المعارك وهو في أحد منتجعات الشاطئ الشمالي في مصر. الى الدول التي راحت ترصد المال لمرتزقة دخلوا المخيم في الفترة الأخيرة ليشاركوا في المعارك..
أنها المؤامرة على شعب تحوّلت قضيته الى أضغاث أحلام على يد أبنائها؟!. .