بقلم تهاني العصمي
رئيسة مؤسسة النور للخدمات الاجتماعية بأستراليا

تعلمنا منذ صبانا أن الأسرة هي مرآةً للمجتمع الذي تنتمي إليه بما تحويه من أفكار وما تلتزم به من عادات وتقاليد وأعراف، وتعلمنا أن للأسرة دوراً في التنشئة الاجتماعية ولها تأثيرها وأهميتها ووظائفها؛ إذ يتعلم الطفل من أسرته واجباته ويتعرف إلى حقوقه، كما يكتسب بفضلها مختلف سلوكياته ويفهم بمساعدتها الخطأ من الصواب، ويتعلم كيف يتعامل مع الآخرين.
وفي مجتمعنا الحبيب أستراليا تعد الأسرة العربية جزءاً هاماً من المجتمع الأسترالي، ولها دور كبير في تربية وتنشئة الأطفال.
فالأسرة تعتبر المؤسسة الأساسية التي ينمو فيها الأطفال ويتعلمون من خلالها القيم والتقاليد والعادات الاجتماعية والأخلاق العربية الأصيلة.
فتعالوا بنا نستكشف دور الأسرة العربية في المجتمع الأسترالي في تربية وتنشئة الأطفال وأهميتها في بناء جيل متوازن ومتعايش في المجتمع.
تعتبر الأسرة العربية حافظة للقيم والتقاليد العربية، وهي تسعى لنقلها وتعزيزها لدى أبنائها في المجتمع الأسترالي.
تلعب الأسرة دوراً حاسماً في توفير الهوية الثقافية والانتماء الثقافي للأطفال العرب.
تعلم الأطفال اللغة العربية والتاريخ والتراث العربي من خلال التفاعل مع أفراد الأسرة، مما يساهم في بناء رابطة قوية مع أصولهم وهويتهم العربية ومعرفة أوصلهم وتاريخهم العربي والحضارات العربية المتأصلة منذ بدء التاريخ.
تتميز الأسرة العربية بقيمها الأسرية القوية وروح المودة والتعاون بين أفرادها.
تعتبر الأسرة مجتمعاً صغيراً يعتمد على التضامن والتعاون في جميع جوانب الحياة.
يشجع الأهل داخل الأسرة على التفاعل الإيجابي والتعاون في حل المشكلات ومشاركة المسؤوليات المنزلية.
تعزز هذه القيم الأسرية القوية التعاون والتعاطف بين الأفراد، وتساهم في تنشئة أطفال متسامحين ومتعاونين في المجتمع الأسترالي.
بالإضافة إلى ذلك، الأسرة العربية تحرص على تعليم الأطفال القيم والمبادئ العربية السامية التي من أساسياتها احترام الوالدين، بل واحترام كل كبير، والعطف على الصغير واحتواؤه، والتواضع والأخلاق الحميدة.
كمل تعلم الأسرة الأطفال أهمية المساواة والعدل والتسامح والصداقة من خلال التفاعل مع أفراد الأسرة.
كما تشجع الأسرة العربية الأطفال على أن يكونوا أعضاء فاعلين وإيجابيين في المجتمع الأسترالي، وأن يكونوا مثالاً حياً يُحتذى به للقيم والأخلاق العربية.
يواجه الأطفال العرب في المجتمع الأسترالي تحديات فريدة، بما في ذلك التوازن بين الثقافتين العربية والأسترالية.
ومن هنا تقوم الأسرة العربية بدورها الفعال، حيث تعمل على توفير هذا التوازن من خلال تعزيز فهم الأطفال للثقافة العربية والتحفيز لتعلم اللغة العربية والمشاركة في النشاطات والمناسبات الثقافية العربية.
بالإضافة إلى ذلك، تساعد الأسرة العربية الأطفال على فهم واحترام الثقافة الأسترالية وقيمها المختلفة، وتشجعهم على المشاركة في المجتمع المحلي واحترام التنوع الثقافي والاندماج في المجتمع الأسترالي مع الاحتفاظ بالهوية العربية والمبادئ العربية التي لا ينبغي ان نحيد عنها.

فالأسرة العربية في المجتمع الأسترالي تعمل على تحقيق التوازن بين التقاليد العربية والمعايير الأسترالية المعاصرة.
إلى جانب ذلك، تقدم الأسرة العربية دعماً نفسياً وعاطفياً للأطفال، وتساعدهم على تطوير قدراتهم واكتشاف ميولهم ومواهبهم.
حيث تشجع الأسرة العربية الأطفال على النجاح الأكاديمي والمهني، وتوجههم نحو تحقيق أحلامهم وطموحاتهم في المستقبل.
لا يمكن إنكار الدور الكبير الذي تلعبه الأسرة العربية في المجتمع الأسترالي في تربية وتنشئة الأطفال. فإن الأسرة العربية تعزز القيم والتقاليد العربية وتساعد الأطفال على بناء هويتهم العربية وتعزيز انتمائهم للثقافة العربية.
وذلك يكون من خلال المشاركة في المهرجانات العربية والمسرحيات والأنشطة التي تحمل الطابع العربي، لكي يتعلم الأطفال من خلال التفاعل مع أقرانهم العرب قيم الاحترام والتعاون والأخلاق الحميدة.

كما توفر الأسرة العربية بيئة محفزة وداعمة تمكن الأطفال من تنمية قدراتهم ومواهبهم وتحقيق نجاحهم. علاوة على ذلك، يمكن للأسرة العربية في المجتمع الأسترالي أن تلعب دوراً مهماً في تعزيز التفاهم والتسامح والتعايش السلمي بين الثقافات المختلفة.
فهي تعلم الأطفال قيم التسامح واحترام التنوع الثقافي والبيئي والديني والحضاري وقبول الآخر وعدم التعصب من أي نوع.
حيث يتعلم الأطفال من خلال التفاعل مع أفراد الأسرة قوة التعايش والتعاون وقيمة الاحترام المتبادل.

إن دور الأسرة العربية في المجتمع الأسترالي في تربية وتنشئة الأطفال يساهم في بناء جيل متوازن ومتعايش في المجتمع.
تقدم الأسرة العربية الدعم العاطفي والتوجيه للأطفال، وتعزز قيم الاحترام والتعاون والتسامح.
كما تسعى الأسرة العربية لتحقيق التوازن بين التقاليد العربية والقيم الأسترالية، وتشجع الأطفال على المشاركة الفاعلة في المجتمع وتعزيز التنوع الثقافي.
باختصار، لا يمكن أبداً إهمال دور الأسرة العربية في المجتمع الأسترالي في تربية وتنشئة الأطفال. فإنها تعزز القيم والتقاليد العربية وتساعد الأطفال على بناء هويتهم العربية وتعزيز انتمائهم.
كما تعزز القيم الاحترام والتعاون والتسامح، وتسعى لتحقيق التوازن بين التقاليد العربية والقيم الأسترالية.
إن دور الأسرة العربية في المجتمع الأسترالي يساهم في بناء جيل متوازن ومتعايش في المجتمع، يساهم في تعزيز التفاهم والتسامح بين الثقافات المختلفة وتعزيز الاندماج الاجتماعي للأطفال العرب في المجتمع الأسترالي.