عندما زارني الإعلامي في تلفزيون «أل بي سي» بسام أبو زيد في مكاتب «التلغراف» في بانكستاون العام الماضي ، للإطلاع على تاريخ الهجرة اللبنانية الى أستراليا وإنجازات الجالية اللبنانية، فوجىء عندما قلت له أن الإغتراب اللبناني في أستراليا مظلوم منذ اليوم الأول.. تعجّب أبو زيد وسألني «كيف»..أجبته:» إن مسعود النشبي الفخري غادر لبنان سنة 1854 في ذات السنة مع أنطونيوس البشعلاني الذي عاش سنتين بين بوسطن ونيويورك قبل أن يموت فيها.
أما النشبي فقد سارت به الباخرة باتجاه رأس الرجاء الصالح في افريقيا قبل أن يصل الى أدليد التي استقرّ فيها تسعة أشهر قبل أن يعود الى لبنان.
والأهمّ من التفاصيل هو أن البشعلاني بات رمزاً للإغتراب يذكرون إسمه كلما أرادوا الحديث عن اول مهاجر لبناني؟!. أما الفخري فحقّه مهضوم في سجلات الدولة اللبنانية ومعها الإعلام اللبناني، ربما لأن طريق نيويورك في ذلك الوقت كانت تشغل مؤرخي الهجرة اللبنانية أكثر من طريق أدليد.
وعن الصحافة العربية في أستراليا، فما زالوا يتغنّون بجريدة الهدى النيويوركية التي أصدرت مئات قليلة من الأعداد، ويتجاهلون الاعلام اللبناني في أستراليا الذي أصدر اكثر من 130 صحيفة ومجلة منذ سنة 1957 حتى اليوم بينها «التلغراف» أقدم وأوسع جريدة لبنانية في أستراليا و الانتشار تأسست سنة 1970 وأصدرت 7735 عددا حتى اليوم!
ويضيق المكان هنا للحديث عن ذكر النقاط التي يُظلم الاغتراب الأسترالي فيها، بل نذكر ما يحصل في مطار بيروت هذه الأيام من توافد السياح بأعداد كبيرة.
فقد قرأت لأيام متتالية في الصحف اللبنانية عن وصول أكثر من عشرين الف سائح الى مطار بيروت يومياً أكثرهم من أميركا و البرازيل والأرجنتين ولا وجود لكلمة أستراليا. وبعدما استفزني هذا التمادي في ظلم أستراليا، سألت عن أعداد الطائرات المتوجهة من أستراليا الى لبنان ، فوجدت أنها ضعفي عدد الرحلات الآتية من البرازيل والأرجنتين معاً ، كذلك عدد الركاب؟!.
للتذكير فقط، فإن أستراليا قياساً على عدد المنتشرين اللبنانيين فيها هي البلد الإغترابي الأول في مساعدة لبنان منذ سنة 1976 وظهرت ريادة أستراليا في المساعدات بعد انفجار 4 آب سنة 2020.
نحن لا نريد أكثر من الحقيقة وهذا يكفينا؟!.