بعد حرب السنتين في لبنان (1975-1976) ، بدأ الصحافي سركيس نعوم يطلق تسمية الشعوب اللبنانية كلما أراد التحدث عن المواطنين اللبنانيين. ربما استشرف منذ ذلك الوقت أن اللبنانيين لم يعودوا شعباً واحداً.
مرّت الأيام وأثبتت يوماً بعد يوم أن نعوم كان على حقّ وأن الشعوب اللبنانية راحت تتقاسم الولاءات والمناطق والمغانم ولم يبقَ في الجمهورية من يلجم هؤلاء جميعاً.
من عهدَي المماليك والعثمانيين الى زمن القائمقاميتين والمتصرفية حتى الى لبنان الكبير، لم نكن يوماً شعباً واحداً.
وكل حروبنا من حرب السنتين الى حروب المخيمات وامل والاشتراكي والالغاء وتوحيد البندقية والتحرير، لم نكن شعباً واحداً وصولاً إلى غزوة 7 أيار في بيروت والجبل ثم غزوة عين الرمانة- الطيونة، لم نكن شعباً واحداُ.
اليوم بشري- بقاعصفرين، ومنذ أسابيع فنيدق – عكار العتيقة وقبلها وبعدها العاقورة- اليمونة ولاسا -مجدل العاقورة…وهؤلاء يعيّرون أولئك بطرابلس الشام ، واولئك يعيّرون هؤلاء بهواهم للأم الحنون..وآخرون يتبعون لولاية الفقيه.
ويوهموننا أننا شعب واحد.. ولو كنا شعباً واحداً لماذا سقط أحمد درويش منذ اسبوعين في عكار ، ثم هيثم ومالك طوق في القرنة السوداء؟!.
نستطيع أن نكذب على الآخرين وأن نخدعهم ولكننا لا نستطيع أن نخدع أنفسنا؟.
قد يقول قائل أنني أغالي كثيراً، وأنا أقول له « أعطني دليلاً على أننا شعب واحد».
صدق سركيس نعوم بما أطلقه من47 عاماً، وكل يوم يمر يؤكّد نظريته أكثر؟!.
لسنا شعباً واحداً..