رغم اكتمال عدد النواب اللبنانيين الذين حضروا إلى المجلس النيابي أمس لانتخاب رئيس للجمهورية، فإن العملية تعطلت بسبب فقدان النصاب في الدورة الثانية التي كانت تحتاج إلى حضور 86 نائباً؛ هم ثلثا أعضاء المجلس، وذلك بعد انسحاب داعمي رئيس «تيار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية من القاعة. ويضم هؤلاء نواب «الثنائي الشيعي» («حزب الله» و«حركة أمل»).
ويحتاج المرشح للفوز بالدورة الأولى إلى أصوات 86 نائباً، إلا أن فرنجية حصل على 51 صوتاً، في مقابل حصول الوزير الأسبق جهاد أزعور على59 صوتاً، وكانت أصوات أزعور متوقعة، بالنظر إلى أن القوى السياسية المؤيدة له صبت أصواتها لمصلحته، حيث برز التزام «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» و«حزب الكتائب» وبعض المستقلين والنواب «التغييريين» بالموقف الداعم لأزعور.
وحصل فرنجية على 5 أصوات إضافية لم تكن متوقعة لمصلحته، وسارت تكهنات أن يكون النواب الخمسة من أعضاء تكتل «لبنان القوي» الذي يضم نواب «التيار الوطني الحر» الذين لم يلتزموا قرار رئيس «التيار» جبران باسيل دعم أزعور. ولم تنتهِ وقائع الجلسة من غير اتهامات متبادلة بين الطرفين بالمسؤولية عن استمرار الشغور الرئاسي، وقال رئيس البرلمان نبيه بري: «كفى رمياً بكرة المسؤولية على هذا الطرف أو ذاك في إطالة أمد الفراغ»، مضيفاً أنه «بالدوران في هذه الحلقة المفرغة؛ فلن نصل إلى النتيجة المرجوة».